في خطوة تعكس عمق التعاون المغربي الإسباني في مجال التنمية المستدامة وتمكين المرأة القروية، قام سفير مملكة إسبانيا بالمغرب، الخميس 16 أكتوبر 2025، بزيارة رسمية إلى مقر شبكة الجمعيات التنموية العاملة بالمنتزه الوطني للحسيمة، حيث شكّلت الزيارة لحظة قوية لتجديد الالتزام المشترك بدعم المشاريع الاجتماعية والاقتصادية بالمنطقة.
اللقاء كان مناسبة لتقديم عرض مفصل حول مشروع “نيش زماغ”، الذي يهدف إلى التمكين الاقتصادي والاجتماعي للنساء القرويات في المنتزه الوطني للحسيمة، عبر برامج التكوين وتقوية القدرات ودعم المبادرات المدرة للدخل. المشروع ممول من طرف الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية (AECID) وبلدية مدريد، ويُعد نموذجًا للتعاون العملي بين البلدين في الميدان الاجتماعي والبيئي.
وخلال الزيارة، استمع السفير الإسباني إلى شهادات مؤثرة لنساء استفدن من المشروع، عبّرن فيها عن التحول الإيجابي الذي عرفته حياتهن المهنية والأسرية بفضل هذا الدعم، سواء من خلال تطوير أنشطتهن الحرفية أو اكتساب مهارات جديدة مكّنتهن من تحقيق استقلال اقتصادي.
كما تخللت الزيارة إقامة معرض مصغّر للمنتوجات المحلية التي أبدعتها التعاونيات النسائية بالمنطقة، والتي عكست تنوع وغنى التراث المحلي وإبداع المرأة الريفية في مجالات الصناعة التقليدية، المنتوجات الفلاحية والمجالية.
وفي مبادرة رمزية تعبّر عن الانفتاح والتبادل الثقافي، شارك السفير الإسباني في ورشة تكوينية حول “الرجولة الإيجابية”، وهي من الأنشطة المندمجة ضمن المشروع التي تروم تعزيز قيم المساواة وتغيير الصور النمطية بين الجنسين داخل المجتمع المحلي.
واختُتمت الزيارة بكلمة شكر وتقدير من شبكة الجمعيات التنموية العاملة بالمنتزه الوطني للحسيمة، التي نوهت بدعم السفير الإسباني وحرصه على إنجاح برامج التنمية المشتركة، مؤكدة أن هذه الدينامية تُجسد روح الشراكة المتوازنة بين المغرب وإسبانيا في خدمة التنمية المحلية المستدامة.
ومن المرتقب أن تتواصل زيارة السفير لتشمل مدينتي الناظور وجهة الشرق، في إطار جولة ميدانية مخصصة لتعزيز التعاون في مشاريع بيئية وتنموية جديدة.