kawalisrif@hotmail.com

مليلية تحت رحمة المتفجرات البحرية … العثور على 19 قنبلة وتهديد يختبئ تحت الأمواج

مليلية تحت رحمة المتفجرات البحرية … العثور على 19 قنبلة وتهديد يختبئ تحت الأمواج

في عملية أمنية غير مسبوقة، نجح فريق التخلص من المتفجرات التابع للوحدة الغوصية بولاية قادش الإسبانية في استخراج 19 قنبلة بحرية، بالإضافة إلى بقايا متفجرات أخرى كانت مدفونة على عمق 15 مترًا في مياه مدينة مليلية المحتلة، ما يعيد إلى الواجهة المخاطر الغامضة التي تهدد حياة السكان والزوار على حد سواء.

وكشفت مصادر من الحرس المدني أن الاكتشاف تم في منطقة الرصيف البحري لميناء المدينة، حيث تدخلت فرقة GEAS فورًا لإجراء عمليات البحث والتحديد والاسترجاع باستخدام تقنيات متقدمة تقلل من المخاطر، في مهمة استثنائية تتطلب خبرة فائقة وجرأة غير عادية.

وحذرت السلطات من أن هذه المتفجرات، رغم مرور سنوات على غمرها في المياه، تظل شديدة الانفجار، وقد تبقى حمولتها التفجيرية فعالة، فيما يمكن أن تكون آليات تفعيلها غير مستقرة، ما يجعل أي محاولة للتعامل معها بدون خبرة متخصصة أشبه بـالمقامرة بالموت.

كما شددت الجهات الرسمية على ضرورة الإبلاغ الفوري عن أي اكتشاف لمتفجرات بحرية، ليتدخل فريق مختص، وتجنب وقوع كوارث تهدد حياة المدنيين الأبرياء.

اليوم، لم تعد مليلية مجرد مدينة ساحلية أو ميناء استراتيجي، بل أصبحت ساحة مواجهة صامتة مع خطر مستتر تحت مياهها. كل قنبلة مستخرجة تعتبر جرس إنذار صارخ للمواطنين بأن التهديد قد يزحف من البحر إلى المدينة في أي لحظة.

المدينة تواجه اختبارًا جديدًا لصمودها، فيما يقظة السكان والتزام السلطات ليست رفاهية، بل ضرورة بقاء. بين أمواج البحر ورمال الخطر، تبرز الحقيقة المؤلمة: السلامة في مليلية المحتلة على حافة الشك، والتحديات القادمة قد تكون أشد مرارة وأكثر خطورة من أي وقت مضى.

ومثلما يقول المغاربة بالدارجة العامية: “لي بغا السلامة، يحط رجليه فالأرض ويراعي عينيه”، تذكّر مليلية المحتلة أن الخطر قد يكون خفيًّا تحت سطح البحر، وأن اليقظة والتعاون بين السكان والسلطات هما السبيل الوحيد لتفادي الكارثة. فالمدينة، رغم احتلالها، تحمل في طياتها إرادة صامدة في مواجهة المخاطر، وتثبت مرة أخرى أن الحذر والجرأة المشروعة هما مفتاح النجاة من تحديات المستقبل.

17/10/2025

Related Posts