kawalisrif@hotmail.com

النائب البرلماني الناظوري أبركان يبتلع مقاعد المجلس الوطني للإتحاد الإشتراكي ويقصي مناوئيه !

النائب البرلماني الناظوري أبركان يبتلع مقاعد المجلس الوطني للإتحاد الإشتراكي ويقصي مناوئيه !

في مشهد سياسي لا يخلو من المفارقات تحوّل المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي المنعقد ببوزنيقة ، إلى ساحة اختبار حقيقية لميزان القوة داخل الإقليم. فقد نجح البرلماني محمد أبركان، الذي يعرف دهاليز اللعبة الاتحادية أكثر من أي أحد، في انتزاع ستة مقاعد كاملة عن إقليم الناظور، كأعضاء في المجلس الوطني، وهم كاميليا بنعلي ؛ مصطفى بوروة ، كمال لمريني، حمزة بركوش ، عمر عربون، ومحمد أزواغ  ، مضافاً إليها ثلاثة مقاعد بالصفة منذ المؤتمر الماضي التي تمتد ولايتها إلى نهاية السنة الجارية، وهم :   محمد أبركان ، إبتسام مراس ، وسليمان أزواغ ، ليُحكم أبركان قبضته من جديد على “القلعة الوردية” في الشرق ، كما أن أقاليم الجهة السبعة الأخرى ، لم تحصل سوى على مقعد أو إثنين فقط في عضوية المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي .

هذه النتائج لم تأت صدفة، بل كانت ثمرة حسابات دقيقة وذكاء ميداني . فبينما انشغل البعض في خطابات الإصلاح والتنظير، كان أبركان يشتغل بصمت في الميدان، ينسج تحالفاته، ويعيد ترتيب أوراقه القديمة والجديدة على حد سواء.

أما “الستة المنتخبون الجدد” فقد ظهروا ككومبارس في مسرحية سياسية كتب سيناريوها رجل واحد يعرف جيداً كيف يُدخل الاتحاد إلى الانتخابات… وكيف يُخرجه منها منتصراً.

لشكر ينحني احتراماً… ويمتدح “الرجل الحديدي”

المفاجأة الكبرى جاءت من الكاتب الأول إدريس لشكر نفسه، الذي خصّ أبركان بإلتفاتة علنية خلال المؤتمر، قائلاً أمام القيادة الاتحادية إن محمد أبركان هو “كل شيء” في الحزب ، وواحد من أعمدة الحزب الأساسية في الاستحقاقات القادمة، نظراً لـ“خبرته الفائقة في استقطاب الناخبين وتحقيق المكاسب الانتخابية”.

كلمات لشكر لم تكن مجرد مجاملة بروتوكولية، بل بدت كـ تتويج رسمي لتزكية أبركان في الواجهة بعد فترة من الجفاء التنظيمي، وكأن الرجل انبعث من الرماد ليعلن أن محاولة التهميش قد انتهت.

في المقابل، كان الغياب الأبرز هو رئيس جماعة الناظور سليمان ازواغ، عضو المكتب السياسي، الذي قاطع المؤتمر بشكل مفاجئ رغم عضويته في المكتب السياسي، متفادياً مواجهة “التيار البركاني” المتجدد.

مصادر من داخل الحزب كشفت أن ازواغ فضّل الانزواء “في الدار” على مواجهة الرجل الذي استعاد موقعه ونفوذه بذكاء منقطع النظير. وكأن ازواغ أدرك أن الدخول في مواجهة مباشرة مع أبركان هو خوض حرب خاسرة سلفاً، فاختار الانسحاب الصامت بدل الانكسار العلني.

المؤتمر أنهى أشغاله بتثبيت تشكيلة المجلس الوطني، على أن يُنتخب المكتب السياسي بعد شهرين، وهي فترة يتوقع أن تكون الأكثر سخونة في تاريخ الاتحاد بالناظور.

فبين دهاء أبركان وصمت ازواغ وحياد ابتسام مراس، يبدو أن الأيام المقبلة ستُعيد رسم خريطة الحزب في الشرق من جديد، وربما ستحدد من سيقود الاتحاد في الانتخابات المقبلة… ومن سيُطوى اسمه في دفتر التاريخ.

هكذا هو المشهد الاتحادي بالناظور: رجل يعود من الرماد، وآخر يختبئ من النيران، وحزبٌ يحاول أن يتذكر نفسه وسط الرماد السياسي.

ففي زمنٍ تذوب فيه التحالفات مثل علبة يوغورت منتهية الصلاحية، يظل أبركان واقفاً على ركام الحزب كمن يقول للجميع:

“أنا لم أعد… لأنني في الحقيقة لم أغب يوماً.”

18/10/2025

Related Posts