موسم الزيتون لسنة 2025 سيعرف انتعاشة طال انتظارها، بعد أعوام متتالية من الجفاف أنهكت الفلاحين وأثرت على مردودية الأشجار. فالأمطار الغزيرة التي تهاطلت خلال شهري مارس وأبريل أعادت الحيوية إلى الحقول والبساتين، وأنعشت آمال آلاف المنتجين في موسم زراعي وفير ومردود اقتصادي مشجع.
وانطلقت فعلياً عمليات الجني في مناطق الحوز وشيشاوة وسوس وشياظمة، على أن تلتحق بها قريباً مناطق فاس-مكناس وتاونات وتازة، مما يعزز التفاؤل بموسم ناجح إذا ما استمرت الأجواء المناخية المستقرة.
ويرى المهنيون أن هذا التحسن لم يأتِ صدفة، بل يعود إلى توازن التساقطات المطرية واتساع رقعة الأراضي المزروعة في إطار مخطط “المغرب الأخضر”، الذي رفع المساحة المغروسة بالزيتون إلى أزيد من 1.1 مليون هكتار، أي ما يقارب ثلثي الغطاء الغابوي الوطني.
لكن رغم هذه المؤشرات الإيجابية، لا يزال القطاع يواجه صعوبات مزمنة، أبرزها محدودية قدرات التحويل وضعف ضبط قنوات التوزيع، ما يفسح المجال أمام المضاربات التي رفعت الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة، إذ تجاوز ثمن اللتر الواحد 100 درهم خلال سنة 2024، بعدما كان لا يتعدى 60 درهمًا في المواسم السابقة ، كما أنه سوف لن يتجاوز سعر اللتر الواحد هذا الموسم 50 درهما .
هذا الارتفاع التاريخي في الأسعار اضطر المغرب، ولأول مرة في تاريخه، إلى استيراد زيت الزيتون لتلبية الطلب المحلي، وهو ما يثير تخوفات من استمرار الغلاء حتى مع بوادر الموسم الجيد المنتظر.
18/10/2025