أثارت المذكرات الأخيرة للناشطة الأمريكية فيرجينيا جوفري، إحدى أبرز ضحايا الملياردير الأمريكي المتهم بالتحرش الجنسي جيفري إبستين، جدلًا واسعًا في الأوساط الحقوقية والسياسية الدولية. فقد كشفت جوفري، قبل أن تضع حدًا لحياتها في أبريل الماضي عن عمر 41 عامًا في أستراليا، عن اعتداءات وحشية تعرضت لها على يد شخصية سياسية بارزة، وصفتها في مذكراتها بأنها “رئيس وزراء معروف”.
وفقًا لما ورد في كتابها “لا فتاة لأحد: مذكرات البقاء على قيد الحياة بعد الإساءة والنضال من أجل العدالة”، فقد التقت جوفري بهذا المسؤول في جزيرة إبستين الخاصة بجزر العذراء الأمريكية عام 2002، عندما كانت تبلغ 18 عامًا، حيث تحولت اللقاءات إلى سلسلة من الاعتداءات الجسدية والجنسية الشديدة. وأوضحت جوفري أن المعتدي لم يكتف بالعنف الجسدي، بل استمتع برؤيتها في حالة خوف ورعب، معتبرةً أن هذا السلوك كان أسوأ من أي تجربة اعتداء سابقة تعرضت لها.
وأضافت جوفري في مذكراتها أن ما دفعها للكشف عن هوية المعتدي هو خشيتها من الانتقام، إذ لم تجرؤ على تسمية الشخص مباشرة، مكتفيةً بلقب “رئيس وزراء”. وذكرت أنها كانت ضحية شبكة الاتجار بالجنس التي يديرها إبستين، وأن هذه التجربة دفعتها للهروب ومحاولة النجاة من هذا العالم المظلم.
وتابعت جوفري سرد تفاصيل مؤلمة عن تعرضها للإيذاء من قبل إبستين ورفيقته جيسلين ماكسويل لسنوات، مؤكدة أن الأمير البريطاني أندرو كان أحد المتورطين في القضية، حيث سلمها إبستين له عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها. وقد رفض الأمير أندرو الادعاءات الموجهة ضده، وتوصل إلى تسوية مالية خارج المحكمة مع جوفري، دون اعتراف بالذنب.
هذا الكشف الجديد يسلط الضوء على حجم الجرائم والانتهاكات المرتكبة ضد النساء في أوساط سياسية واقتصادية نافذة، ويعيد إلى الأذهان أهمية حركة #أنا_أيضًا في محاربة الاعتداءات الجنسية والاتجار بالبشر، ويطرح تساؤلات حول دور العدالة الدولية في حماية الضحايا.
عائلة جوفري أكدت أن حياتها كانت “رحلة معاناة مستمرة”، وأن ثمن الصمت عن الانتهاكات كان “أعلى مما يمكن تحمله”، مشددة على أن كتابها رسالة للعالم بأهمية الاعتراف بالأذى وملاحقة مرتكبيه، مهما علا شأنهم السياسي أو الاجتماعي.
20/10/2025