رغم تصنيفها كأغنى جماعة قروية بجهة مراكش-آسفي بمداخيل تتجاوز 35 مليار سنتيم، تعيش جماعة تسلطانت على وقع فوضى عمرانية خانقة وتهم بـ“سوء التدبير” تُلقي بظلالها على حياة آلاف السكان. فقد تحولت دواوير مثل زمران والنزالة والخدير الجديد إلى بؤر للبناء العشوائي، في ظل غياب رؤية تخطيطية واضحة وتراجع الخدمات الأساسية، ما جعل الساكنة تشعر بالإقصاء والتهميش، وفق ما أكده فاعلون جمعويون في تصريحات لجريدة كواليس الريف.
ويرى الفاعل الجمعوي عزيز وحداني أن الزحف العمراني غير المنظم يعود إلى ارتفاع أسعار العقار بمدينة مراكش، ما دفع العديد من الأسر إلى البحث عن سكن بأسعار معقولة في المناطق القروية المجاورة، وهو ما استغله مضاربون في العقار لتشييد بنايات فوق أراضٍ فلاحية خارج أي إطار قانوني. وأضاف أن غياب المراقبة الفعلية والتخطيط العمراني جعل من هذه المناطق فضاءً هشاً يفتقر لأبسط مقومات الحياة من طرق معبدة وشبكات الصرف الصحي، رغم محاولات السلطات الحد من الظاهرة عبر وقف رخص الربط بالماء والكهرباء.
ويواجه السكان واقعاً صعباً يتجلى في ضعف الخدمات التعليمية والصحية، وغياب الإنارة العمومية وتدهور حالة الطرق، ما يضاعف المخاطر الأمنية خصوصاً ليلاً. كما زاد استبعاد بعض الدواوير من مشاريع التأهيل السابقة، كبرنامج “مراكش الحاضرة المتجددة”، من شعورهم بالغبن وعدم المساواة. وختم وحداني بالدعوة إلى تدخل عاجل من الجهات المعنية لإطلاق خطة تنموية شاملة تُعيد الاعتبار للجماعة وتضمن العدالة المجالية بين دواويرها، مؤكداً أن غنى تسلطانت لا ينعكس على واقع ساكنتها الذي يزداد هشاشة يوماً بعد آخر.