kawalisrif@hotmail.com

هونغ كونغ تهتزّ على وقع حادث طيران مأساوي: طائرة شحن تنحرف عن المدرج وتخلّف قتيلين على الأقل

هونغ كونغ تهتزّ على وقع حادث طيران مأساوي: طائرة شحن تنحرف عن المدرج وتخلّف قتيلين على الأقل

في حادث مأساوي أعاد النقاش حول سلامة الطيران إلى الواجهة، لقي شخصان مصرعهما فجر الإثنين في مطار هونغ كونغ الدولي بعدما انحرف طائرة شحن من طراز “بوينغ 747” تابعة لشركة “إيميريتس” عن المدرج أثناء الهبوط، لتصطدم بسيارة دورية أمنية وتنتهي جزئياً في مياه البحر.

الطائرة التي كانت تُشغّل الرحلة EK9788 والقادمة من دبي، لم تتمكن من التوقف في الوقت المناسب، لتُسجل واحدة من أكثر الحوادث غرابة في تاريخ المطار الذي يُعد من الأكثر انضباطاً في آسيا. ورغم أن السلطات المحلية أكدت أن الظروف الجوية وحالة المدرج كانت “آمنة”، فإن مسار الطائرة “غير المستقر” – كما وصفته الشرطة لصحيفة South China Morning Post – انتهى بكارثة إنسانية.

الضحيتان كانتا داخل السيارة الأمنية التي جرفتها الطائرة نحو البحر. أحدهما، يبلغ من العمر 30 عاماً، أُنتشل من المياه لكن فرق الإنقاذ أعلنت وفاته في عين المكان عند الساعة الخامسة وخمسٍ وخمسين دقيقة صباحاً. أما الثاني، وهو في الأربعينيات من عمره، فنُقل إلى المستشفى حيث لفظ أنفاسه الأخيرة بعد نصف ساعة فقط.

في المقابل، خرج الطاقم المكوَّن من أربعة أشخاص سالمين من الحادث، بينما أُغلِق المدرج الشمالي للمطار مؤقتاً إلى حين انتهاء التحقيقات التي فتحتها سلطات الطيران المدني بالتنسيق مع شركة “ACT Airlines” المالكة للطائرة و”إيميريتس” المشغّلة لها.

السلطات لم تستبعد أي فرضية، بما في ذلك احتمال خلل تقني أو خطأ بشري، خصوصاً بعد تداول صور أظهرت مقدمة الطائرة عالقة بين اليابسة والماء في مشهد درامي بدا وكأنه من فيلم سينمائي أكثر منه من واقع الطيران المدني.

وفي وقت انشغل فيه الرأي العام العالمي بعمليات السطو الغامضة على متحف اللوفر بباريس، وبأنباء عن توترات جديدة في غزة، جاء حادث هونغ كونغ ليذكّر بأن العالم – رغم ذكائه الاصطناعي وملايين أجهزة الاستشعار – لا يزال هشّاً أمام لحظة واحدة من سوء التقدير.

يُعيد الحادث التساؤل حول أمن الطيران في الممرات الآسيوية التي تربط بشكل متزايد إفريقيا بالمشرق عبر دبي وهونغ كونغ. فبينما تسعى الدار البيضاء والرباط لتعزيز مكانتهما كمحطات عبور دولية، يبقى الرهان على التكنولوجيا غير كافٍ ما لم يُواكبه استثمار جاد في التكوين البشري والانضباط الميداني.

20/10/2025

Related Posts