محمد وهبي، المدرب المغربي الذي جمع بين الدقة الأوروبية والشغف المغربي، بدأ مسيرته المهنية معلماً قبل أن يتجه نحو ملاعب التدريب في بلجيكا، حيث ارتحل عبر فئات الشباب في نادي أندرلخت، من فئة تحت 9 سنوات إلى فريق تحت 21 عاماً. خلال 17 سنة، صقل مهاراته وبنى فكره الكروي على أسس علمية، مساهماً في تكوين جيل بلجيكي ذهبي ضم أسماء بارزة مثل يوري تيليمانس وعدنان يانوزاي، وأثبت نفسه كأحد المهندسين الرئيسيين للشباب البلجيكي في المسابقات القارية.
في عام 2022، عاد وهبي إلى المغرب لتولي تدريب منتخب الشباب تحت 20 سنة، حاملاً معه خبرته الأوروبية ورؤيته التربوية لبناء فريق عصري يجمع بين الانضباط التكتيكي الأوروبي والمهارات الفطرية للاعبين المغاربة. ونجح سريعاً في إعادة تشكيل هوية “أشبال الأطلس”، ليقودهم إلى وصافة إفريقيا في مصر، ثم إلى إنجاز تاريخي بفوزهم بكأس العالم للشباب في تشيلي، متجاوزاً فرقاً عريقة مثل إسبانيا والبرازيل وفرنسا والأرجنتين، ليكتب اسمه بحروف من ذهب في تاريخ الكرة المغربية.
فلسفة وهبي قائمة على الانضباط والهدوء والتوازن النفسي، مع الثقة في قدرة الشباب على التعلم والنضوج، وهو ما جعله قدوة ومُلهمًا لأجيال جديدة من اللاعبين والمدربين المغاربة. خارج الملاعب، يُعرف بتواضعه وأخلاقه العالية، مؤمناً بأن النجاح الحقيقي يأتي من العمل الصادق المستمر، ليصبح اليوم رمزاً لنهج متوازن يمزج بين العلم والشغف، ويعلّم أبناء وطنه كيف يحلمون وينتصرون بعقل وهدوء قبل الأقدام.
20/10/2025
