kawalisrif@hotmail.com

من بريطانيا إلى المغرب… رحلة إنسانية تمتد لأكثر من 8 آلاف كيلومتر لإنقاذ “نايا”

من بريطانيا إلى المغرب… رحلة إنسانية تمتد لأكثر من 8 آلاف كيلومتر لإنقاذ “نايا”

في قصة إنسانية استثنائية لامست قلوب المغاربة وأثارت تفاعلاً واسعًا على شبكات التواصل الاجتماعي، قطع زوجان بريطانيان رحلة طويلة امتدت لأكثر من 8 آلاف كيلومتر من إنجلترا إلى المغرب لإنقاذ جرو صغير تعرض لحادث سير مروّع.

القصة التي تناقلتها الصحافة المحلية في سبتة المحتلة، تروي تفاصيل مبادرة سام وفيل سيمبسون، اللذين اختارا السفر خصيصًا من بريطانيا إلى المغرب لإنقاذ أنثى كلب ضالة تدعى “نايا”، تبلغ من العمر خمسة أشهر فقط، بعدما صدمتها سيارة وتعرضت لكسور معقدة في قدميها الأماميتين.

سام، البالغ من العمر 57 عامًا، ويدير مأوى للحيوانات في منطقة وِرال شمال إنجلترا، قال في تصريحات مؤثرة إن “نايا” زحفت نحوهما رغم الألم المبرح، وسقطت مرارًا لكنها لم تستسلم، وهو ما جعله يشعر بارتباط خاص بها منذ اللحظة الأولى.

وبعد ثلاثة أشهر من التطعيمات والإجراءات القانونية، دفع الزوجان 200 جنيه إسترليني (نحو 2,600 درهم مغربي) لتبني “نايا”. ولم يترددا في خوض رحلة مكلفة من بلدة هيسوال البريطانية إلى المغرب، بلغت كلفتها الإجمالية 4,000 جنيه إسترليني (حوالي 52,000 درهم مغربي)، شملت مصاريف التنقل والإقامة والوقود.

بفضل تدخل طبي عاجل في المغرب، تم إنقاذ حياة “نايا”، غير أن كسورها تطلبت علاجًا طبيعيًا مكثفًا في بريطانيا. أطلق الزوجان حملة تبرعات إلكترونية لتغطية مصاريف العمليات الجراحية وإعادة التأهيل، مؤمنين بأن نايا ستستعيد قدرتها على المشي واللعب من جديد.

اليوم، تعيش “نايا” حياة جديدة في منزل دافئ ببريطانيا، وسط ستة كلاب أخرى تبناها الزوجان من قبل — أربعة من فصيلة “كارلين”، واثنان من السلوقيين وكلب “لابرادور” — في بيئة يغمرها الحب والرعاية. سام يصفها بأنها “كائن لطيف لا يتوقف عن تحريك ذيله بحماس عند لقائها أشخاصًا جددًا”.

هذه القصة تتجاوز بعدها الإنساني لتشكل رسالة تضامن عالمية، تعكس أن الرحمة لا تعترف بالحدود الجغرافية ولا بالجنسية. كما تسلط الضوء على واقع الحيوانات الضالة في المغرب، وعلى الحاجة إلى تطوير ثقافة الرفق بها وتعزيز المبادرات المحلية والدولية التي تحميها.
فمثل هذه القصص، وإن بدت بسيطة، تبني جسورًا صامتة للتقارب بين الشعوب وترسّخ قيم الرحمة والتكافل الإنساني.

20/10/2025

Related Posts