أثار المقترح الذي أعلنت جبهة البوليساريو عن توجيهه للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، جدلاً واسعاً في الأوساط المحلية بالصحراء، حيث تساءل المتابعون عن خلفياته ودوافع طرحه في هذا التوقيت الحساس. ويأتي ذلك في وقت تعرف فيه قضية الصحراء المغربية زخماً دبلوماسياً واضحاً لصالح المبادرة المغربية للحكم الذاتي، المدعومة من أكثر من 110 دول، من بينها ثلاث دول دائمة العضوية في مجلس الأمن.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور الشيخ بوسعيد، الخبير في قضية الصحراء، في تصريح لـ”كواليس الريف”، أن تقديم البوليساريو لمقترحها الجديد ليس سوى محاولة لتجاوز التطورات الإيجابية التي تحققها المملكة على الساحة الدولية، خاصة بعد تسريب مسودة مشروع القرار الأمريكي بمجلس الأمن، الذي أكد مجدداً على جدية وواقعية المبادرة المغربية. وأضاف أن الجبهة تسعى من خلال ما تسميه “مقترحاً موسعاً” إلى إعادة إحياء خيار الاستفتاء لتقرير المصير، وهو طرح سبق أن اعتبرته الأمم المتحدة غير قابل للتطبيق بسبب الخلاف العميق حول تحديد من يحق له التصويت.
وأكد بوسعيد أن توقيت هذا التحرك يكشف عن مناورة إعلامية هدفها حفظ ماء وجه الجبهة، أكثر مما يعبر عن نية حقيقية في التفاوض أو تقديم بدائل واقعية، خاصة في ظل التغيرات الدولية الراهنة والتحركات الأمريكية المتسارعة لدعم مغربية الصحراء. واعتبر أن المقترح لا يعدو أن يكون محاولة لإطالة أمد النزاع واستباق التحولات الدبلوماسية المرتقبة، في ظل الحديث عن مساعٍ أمريكية لتقريب وجهات النظر بين المغرب والجزائر خلال الأسابيع المقبلة.
22/10/2025