شهدت مدينة مرتيل مؤخراً حادثة مأساوية أودت بحياة طالبة جامعية وأصابت زميلتها في السكن بحالة حرجة، إثر تعرضهما للاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون الناتج عن احتراق غير كامل لسخانات الماء بالغاز. هذا الحادث أعاد إلى الواجهة النقاش حول مخاطر التركيب العشوائي للسخانات وغياب التهوية الكافية، بالإضافة إلى استمرار انتشار مفاهيم خاطئة حول مصدر هذه الوفيات، ما يهدد حياة العديد من المواطنين.
وأوضح الدكتور أنس البوقداوي، طبيب المستعجلات بالفنيدق، أن الخطر الحقيقي لا يكمن في تسرب غاز البوتان كما يعتقد البعض، بل في غاز أحادي أكسيد الكربون عديم اللون والرائحة، الذي يمنع الدم من نقل الأوكسجين إلى الخلايا والأنسجة الحيوية، ما يؤدي إلى الدوار وفقدان الوعي ثم الوفاة عند تراكمه في أماكن مغلقة. وأكد أن استخدام السخانات في الحمامات أو المطابخ الصغيرة بدون منافذ هواء كافية يزيد من خطورة الاختناق تدريجياً، مشدداً على ضرورة التركيب المهني والتهوية الدائمة.
وأشار البوقداوي إلى أن معظم الحوادث ناتجة عن سوء تركيب السخانات من قبل تقنيين غير متخصصين، حيث غالباً ما يتم وضعها في أماكن مغلقة أو تثبيت أنابيب تصريف الغازات بطريقة غير سليمة، ما يجعل أي خلل بسيط سبباً مباشراً في وقوع حوادث مأساوية. وأكد أن تعزيز الوعي بخطورة غاز أحادي أكسيد الكربون واتباع المعايير التقنية الصحيحة يعد السبيل الأضمن لحماية الأسر من هذه المخاطر.
22/10/2025