الرباط عاشت اليوم على إيقاع فرح لا يُنسى، يوم دخلت فيه الكرة المغربية التاريخ من أوسع أبوابه.
فمنذ الصباح الباكر، تدفّقت أمواج بشرية من كل جهات المملكة نحو العاصمة، تحمل الأعلام، وتردّد النشيد الوطني، احتفالاً بإنجاز غير مسبوق: تتويج “أشبال الأطلس” بلقب كأس العالم لأقل من 20 سنة، أول لقب عالمي في سجل الكرة المغربية.
تحولت الرباط إلى عرس شعبي ضخم، تزيّنت شوارعها بالألوان الحمراء والخضراء، وتعانقت فيها الهتافات والزغاريد مع دموع الفخر. شارع محمد الخامس، باب السفراء، وكل الأزقة المؤدية إلى وسط المدينة، غصّت بالجماهير التي انتظرت لحظة مرور الحافلة المكشوفة التي تقلّ الأبطال الصغار، يتقدمهم ياسر الزابيري، هداف المونديال، محاطاً بزملائه الذين صنعوا الحلم.
في مشهد أسطوري، جابت الحافلة شوارع العاصمة وسط تصفيق حار وأهازيج لا تنتهي، وكأن المدينة كلها تنبض بقلب واحد. لكن الفرحة لم تتوقف هناك، إذ من المنتظر أن يخصّ جلالة الملك محمد السادس “الأشبال” باستقبال ملكي سامٍ في القصر، تكريماً لعزيمتهم وروحهم الوطنية، واعترافاً بما قدموه من أداء بطولي رفع اسم المغرب عالياً.
الاحتفال تجاوز مجرد فوز كروي؛ كان لحظة وعي جماعي، ورسالة أمل من جيل شاب يؤمن بأن المجد لا يصنع بالصدفة، بل بالإصرار والحبّ والعلم والعمل. الرباط لم تحتفل فقط بأبطالها… بل احتفلت بالمغرب نفسه.
22/10/2025