كشف استطلاع حديث لشبكة “أفروبارومتر” أن غالبية المغاربة يتبنون مواقف متسامحة تجاه المهاجرين في بلادهم، حيث أبدى 78 في المائة منهم قبولهم وجود العمال الأجانب والمهاجرين كجيران، مقابل 22 في المائة فقط عارضوا ذلك. وفيما يخص اللاجئين، أظهر الاستطلاع أن حوالي 56 في المائة يرحبون بوجودهم، بينما 39 في المائة يرفضون ذلك، مع تفاوت واضح في التسامح بحسب الفئات العمرية والمستوى الاقتصادي، حيث يُظهر الشباب والأغنياء درجات أعلى من الانفتاح، في حين تميل النساء إلى موقف أقل ترحيباً مقارنة بالرجال.
وأبرزت نتائج الاستطلاع أن المغاربة يرون المهاجرين بشكل عام كقوة اقتصادية إيجابية، حيث اعتبر 36 في المائة منهم أن العمال الأجانب يساهمون في اقتصاد البلاد، بينما رأى 21 في المائة تأثيرهم سلبياً. ومع ذلك، يعبر جزء كبير من المواطنين عن تحفظهم على زيادة الهجرة، إذ يرى أكثر من نصفهم ضرورة الحد من دخول الباحثين عن العمل الأجانب، كما يدعم 51 في المائة تقليص دخول اللاجئين، بينما يؤيد 9 في المائة منع دخولهم بشكل نهائي.
وأشار التقرير إلى أن المغرب أصبح لاعباً رئيسياً في حوكمة الهجرة على المستويين الإقليمي والدولي، مع استراتيجيات وطنية لتسوية أوضاع المهاجرين وتسهيل وصولهم إلى الخدمات العامة وحقوق التصويت، إلى جانب المشاركة في الميثاق العالمي للهجرة وأجندة الاتحاد الإفريقي. غير أن التحديات تظل كبيرة، بما في ذلك إدماج اللاجئين في سوق العمل، وتطبيق قوانين مكافحة الاتجار بالبشر، وإدارة النزوح الناتج عن الجفاف والفيضانات، إضافة إلى تأثير التغيرات البيئية والاجتماعية على قرارات الهجرة لدى المغاربة أنفسهم، حيث تتباين الديناميات بين الجنسين والفئات العمرية والاجتماعية.
24/10/2025











