تتهيأ جهة الشرق، وتحديداً إقليم الناظور، لبدء الأشغال في واحدة من أهم المشاريع الطرقية المهيكلة، بعد أن شارفت الدراسات التقنية والبيئية الخاصة بـ تثنية الطريق الوطنية رقم 16، في المقطع الرابط بين قرية أركمان وجماعة رأس الماء، على نهايتها، في خطوة طال انتظارها من قبل الساكنة والمستثمرين على حد سواء ، وفي وقت كانت دراسة أخرى قد أجريت قبل سنوات قليلة ، كانت تحتاج فقط إلى تحديث ، وليس إلى تخصيص ميزانية ضخمة لإجراء دراسة جديدة .
المشروع الجديد، الذي يُرتقب أن تُعطى انطلاقته الفعلية خلال الأسابيع القليلة المقبلة، يأتي في إطار رؤية تنموية طموحة تروم تحديث الشبكة الطرقية لجهة الشرق وتحسين شروط السلامة المرورية، خاصة على هذا المحور الساحلي الحيوي الذي يُعد شرياناً استراتيجياً يربط الناظور بالسعيدية عبر الواجهة المتوسطية.
ويمتد المشروع على طول 44 كيلومتراً، برصد مالي يفوق 40 مليار سنتيم، تم تعبئتها ضمن شراكة ثلاثية بين وزارة التجهيز والماء (20 مليار سنتيم)، ووزارة الداخلية (10 مليارات سنتيم)، ومجلس جهة الشرق (10 مليارات سنتيم)، وهو ما يعكس أهمية هذا الورش على المستويين الجهوي والوطني ، وكان لرئيس جهة الشرق السابق عبد النبي بعيوي المعتقل ، الفضل في إخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود ، بعد أن إقترحه على وزير الداخلية، والذي لم يرى مانعا .
وبحسب المعطيات المتوفرة، فإن المشروع سيُنفذ في مدة زمنية لا تتجاوز سنتين، على أساس احترام المعايير الحديثة في التهيئة والسلامة، ليُصبح عند اكتماله نموذجاً للبنية التحتية المتكاملة، يواكب الدينامية الاقتصادية والسياحية التي تعرفها المنطقة الشرقية.
وسيُساهم هذا المشروع الحيوي في تقليص المسافة الزمنية بين الناظور والسعيدية إلى ساعة وربع فقط بدل ساعتين حالياً، ما سيمنح دفعة قوية لحركية الأشخاص والبضائع، ويُعزّز جاذبية إقليمي الناظور وبركان السياحية والاستثمارية، خاصة وأن الطريق يُشكل ممراً رئيسياً نحو عدد من المحطات الشاطئية والمناطق ذات المؤهلات الطبيعية والاقتصادية الكبرى.
وفي تصريحٍ لمصدرٍ جهوي مطلع، أكد أن “هذا المشروع ليس مجرد طريق، بل هو شريان تنمية متكامل سيعيد رسم الخريطة التنموية للساحل المتوسطي الشرقي”، مشدداً على أن “الجهود المبذولة تعكس الإرادة القوية للنهوض بالبنيات التحتية، تنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تحقيق العدالة المجالية وتقليص الفوارق بين الأقاليم”.
ويُنتظر أن يُحدث هذا الورش عند اكتماله تحولاً حقيقياً في جاذبية المنطقة الشرقية، ويفتح آفاقاً جديدة أمام الاستثمار والسياحة والتجارة، بما يُعزز مكانة الناظور وقرية أركمان ورأس الماء ضمن الخارطة التنموية الوطنية.
24/10/2025











