kawalisrif@hotmail.com

عطاف الجزائر يركض خلف بروكسيل بعد دعمها للحكم الذاتي المغربي

عطاف الجزائر يركض خلف بروكسيل بعد دعمها للحكم الذاتي المغربي

بعد ساعات فقط من إعلان بروكسيل دعمها الصريح لمبادرة الحكم الذاتي المغربية كحل “واقعي وموثوق” لنزاع الصحراء، لم يجد وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف أمامه سوى القيام بـ”الاتصال المتأخر” مع نظيره البلجيكي ماكسيم بريفو، محاولة بائسة لاستدراك الموقف الأوروبي المتغير بسرعة.

الاتصال، هو محاولة للحاق بالقطار المتسارع لدعم المغرب، جاء لتذكير الطرف البلجيكي بما تم الاتفاق عليه خلال زيارة سابقة في يوليوز، وكأن الجزائر تحاول إعادة ترتيب أوراقها بعد أن تفاجأت بالدعم الأوروبي الكاسح.

في الوقت نفسه، وقع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره البلجيكي إعلانًا مشتركًا يكرس دعم بروكسيل للمبادرة المغربية المقدمة منذ 2007، معتبرة إياها الحل الأكثر جدية وواقعية، مع وعد بالتعامل مع المغرب على المستويين الدبلوماسي والاقتصادي وفق هذا المنظور الجديد.

الموقف البلجيكي ليس مجرد تصويت ثنائي، بل رسالة واضحة لكل العواصم الأوروبية: من يريد لعب دور في قضية الصحراء، عليه أن يواكب “التحول البراغماتي الأوروبي” أو يبقى على الهامش. وبهذا، تصبح بروكسيل، مقر القرار الأوروبي، مركز ثقل لا يمكن تجاهله، ويصبح لكل من فرنسا وإسبانيا وألمانيا وهولندا ولوكسمبورغ والمجر والبرتغال وصربيا رأي في اللعبة، وإن كان الأخير دائمًا مع المغرب.

والأهم أن كل هذا يحدث قبل أيام قليلة من اجتماع مجلس الأمن الدولي، الذي قد يشهد قرارًا أمريكيًا جديدًا يؤكد أن الحكم الذاتي المغربي هو “الأساس الأكثر جدية وموثوقية” لحل النزاع. في المقابل، خرجت جبهة البوليساريو لتعلن، لأول مرة، عن “تقاسم فاتورة السلام”، في إشارة إلى أنها بدأت تشعر بالضغط الدولي وتغيرت لهجتها.

باختصار، المغرب يزداد قوة وموقعه داخل الاتحاد الأوروبي يعلو، بينما تبقى الجزائر تحاول اللحاق بالركب، في حين تكتشف العواصم الأوروبية أن الحل الواقعي يمر عبر الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. وفي نهاية اليوم، يبدو أن نصف قرن من النزاع على وشك الانتهاء، وأن الطريق مفتوح أمام استقرار المنطقة وتنمية المغرب الكبير.

24/10/2025

Related Posts