شهد مجلس الشيوخ البلجيكي حدثًا ثقافيًا ودبلوماسيًا رفيع المستوى جمع بين عمق الفكر ورقي الدبلوماسية، حيث تم تقديم الكتاب الجديد للباحث البلجيكي المغربي الدكتور حسن بوستة، الموسوم بعنوان:
“بين ضفتين: المغرب وبلجيكا، قصص متوازية ومصائر متقاطعة”.
الحفل حضره سفير المملكة المغربية لدى بلجيكا، السيد محمد عامر، إلى جانب السيد غي ديريكس (Guy Derricks)، رئيس ومدير عام مجموعة استثمارية ومن سلالة العائلة الملكية البلجيكية، فضلاً عن نخبة من الشخصيات الأكاديمية والسياسية والثقافية من كلا المملكتين.
الكتاب، الصادر بتعاون بين مجلس الجالية المغربية بالخارج ودار النشر البلجيكية MAHA Éditions، يُعدّ وثيقة فكرية وإنسانية راقية توثّق أكثر من قرن من العلاقات المتشابكة بين المغرب وبلجيكا على الأصعدة الثقافية والإنسانية والاقتصادية.
ويقدّم المؤلف رؤية شمولية تربط الماضي بالحاضر، معتمدة على منظور مغربي-بلجيكي متفتح، يسلط الضوء على قوة الحوار الحضاري والتفاهم المتبادل بين المملكتين.
تميّز الحفل بحضور رسمي ودبلوماسي بارز، حيث أشاد السفير محمد عامر بالمبادرة الأكاديمية، مؤكدًا أن الكتاب “يعكس الوجه المشرق للعلاقات المغربية البلجيكية، التي تجاوزت حدود السياسة والاقتصاد لتصبح نموذجًا يحتذى به في التعاون الثقافي والإنساني والعلمي.”
وأضاف السفير أن الدكتور بوستة “أعاد من خلال مؤلفه صياغة الذاكرة المشتركة بين الشعبين، موثقًا لمسار من التعايش والانفتاح المتبادل، يجسد روح الصداقة التاريخية التي جمعت المملكتين منذ أكثر من قرن.”
العمل الجديد للدكتور حسن بوستة لا يقتصر على التاريخ الرسمي، بل يمثل جسرًا للفكر والإنسانية بين ضفتي المتوسط.
من خلال صفحاته المليئة بالوثائق النادرة والشواهد التاريخية، يرصد المؤلف مسار العلاقات المغربية البلجيكية عبر الهجرة، والتبادل الثقافي، والتعاون الأكاديمي، مقدّمًا رؤية إنسانية للتاريخ المشترك تنفتح على المستقبل.
يدعو الكتاب الأجيال الجديدة في كلا البلدين إلى تجاوز الصور النمطية وإعادة اكتشاف الروابط التي تجمع الشعبين، مؤكدًا أن “المسافات الجغرافية لا تلغي القرب الإنساني”، وأن الحوار الثقافي هو السبيل الأمثل لبناء مستقبل مشترك قائم على الاحترام والتنوع والتفاهم المتبادل.
الدكتور حسن بوستة من أبرز الأكاديميين المغاربة المقيمين في بلجيكا، باحث دائم في الصندوق الوطني البلجيكي للبحث العلمي وعضو في مركز دراسات العرق والهجرة بجامعة لييج، ويُدرّس بعدة جامعات بلجيكية، من بينها جامعة بروكسل الحرة.
ولد في مدينة هاسلت عام 1970، وحصل على دكتوراه في العلوم السياسية من جامعة لوفان الكاثوليكية.
تولى مهام سياسية بارزة، منها عضويته في مجلس الشيوخ الفيدرالي البلجيكي (2010–2014)، وشغله لمنصب نائب رئيس ديوان وزير والون (2021–2023).
عرف بنشاطه الأكاديمي الغزير ومشاركته في مشاريع بحثية أوروبية حول الهجرة والتنوع ومكافحة التطرف، وهو اليوم أحد أبرز الأصوات الداعية إلى حوار الثقافات والذاكرات بين أوروبا والمغرب.
بهذا الحدث الثقافي الراقي، وبحضور شخصيات مرموقة في مجالات الدبلوماسية والفكر والثقافة،
أكد مجلس الشيوخ البلجيكي أن العلاقات المغربية البلجيكية ليست مجرد شراكة بين مؤسسات، بل تحالف حضاري وإنساني متجذر في التاريخ ومفتوح على المستقبل.
لقد جسّد لقاء بروكسيل صورة حقيقية لروح “بين ضفتين”: جسر من الفكر والتاريخ والإنسانية، يعبُر من الماضي المشترك نحو مستقبل أكثر إشراقًا وتعاونًا بين المملكتين المغربية والبلجيكية.












