في خطوة جديدة لتعزيز حضورها على خارطة الإنتاج السمعي البصري، استقبلت مليلية خلال شهر أكتوبر الحالي منتجي أفلام ومسؤولين عن الإنتاج التلفزيوني في رحلتين تعريفيتين نظّمتهما لجنة الفيلم في مليلية (Melilla Film Commission).
وتهدف هذه المبادرات إلى عرض الإمكانيات الكبيرة التي توفرها المدينة كموقع طبيعي لتصوير الأفلام والمسلسلات والوثائقيات، مع إبراز بنيتها التحتية اللوجستية، وتنوع مواقعها، وطابعها الثقافي الفريد الذي يجعلها خيارًا مميزًا للمنتجين المحليين والدوليين على حد سواء.
وشهدت الرحلة الأولى التي جرت في 17 أكتوبر حضور منتجين من الولايات المتحدة وعدة دول أوروبية، بينما جمعت الرحلة الثانية، المنعقدة في 21 و22 أكتوبر، وفدًا من جمعية محترفي الإنتاج السمعي البصري الإسبانية (APPA)، إحدى أبرز الهيئات في القطاع.
وخلال زيارتهم، تجوّل الضيوف في مختلف أحياء المدينة والمواقع التاريخية، بما في ذلك المجمع التاريخي للسور الأول المحصن، التوسع العصري، المرسى الرياضي، شاطئ سان لورينزو، والمناطق الحدودية، للاطلاع على التنوع المعماري والثقافي والبيئي الذي تقدمه مليلية كمنصة إنتاجية متميزة.
ومنذ انضمام مليلية إلى الشبكة الوطنية Spain Film Commission عام 2024، باتت المدينة قادرة على تقديم خدمات متكاملة للمنتجين، تشمل منح تصاريح التصوير مجانًا، والإعفاء من رسوم استخدام الأماكن العامة، والاستشارات اللوجستية، إضافة إلى متابعة الإنتاج من مرحلة ما قبل التصوير إلى ما بعده. كما توفر المدينة حوافز ضريبية مغرية، وربطًا جويًا وبحريًا يضمن حركة سلسة للفرق الفنية، في بيئة آمنة ومتنوعة المشاهد، تجعل منها موقعًا استثنائيًا للتصوير.
وتندرج هذه المبادرات ضمن استراتيجية طويلة المدى لدعم القطاع الثقافي المحلي، وتشجيع المواهب المليلية، وربط الإدارة العامة بشركات الإنتاج. كما يتيح الدعم المالي الذي توفره الحكومة المحلية تخفيض التكاليف ويجعل المدينة منافسًا قويًا أمام الوجهات الأخرى على المستوى الوطني والدولي.
مليلية اليوم ليست مجرد أرض محتلة على خرائط السياسة، بل صارت شاشة كبيرة تروي قصص العالم، حيث تلتقي أشعة الشمس بألوان المباني التاريخية، وتتصافح الأمواج مع أسوار المدينة، لتخلق من كل زاوية لقطة سينمائية مثالية. كل منتج يمر هنا لا يغادرها كما جاء، بل يحمل معه فكرة أن مليلية قادرة على تحويل أي قصة إلى مشهد ينبض بالحياة، وأنها مستعدة لتصبح المسرح الأكبر لأفلام العالم القادم.
