كشف كتاب جديد بعنوان “L’Affaire Ben Barka. La fin des secrets”، من تأليف الصحافيين ستيفن سميث ورونن بيرغمان والمقرر صدوره في 29 أكتوبر 2025، تفاصيل دقيقة حول اختفاء ومقتل المهدي بن بركة، زعيم المعارضة المغربية الذي اختفى في 29 أكتوبر 1965 أمام مقهى “ليب” في باريس. ويستند الكتاب إلى وثائق ومصادر استخباراتية، ويشير إلى الدور الذي لعبه الموساد الإسرائيلي إلى جانب ضباط مغاربة، وعلى رأسهم الكولونيل أحمد الدليمي، في تنفيذ العملية التي انتهت بمقتل بن بركة، في حين اقتصر دور المخابرات الإسرائيلية على الدعم التقني في البداية قبل أن تتعقد المهمة.
ويكشف الكتاب أن العملية شملت اجتماعات سرية في باريس حضرها الدليمي وفريقه إلى جانب عملاء الموساد، حيث تم وضع الخطط النهائية للاختطاف. ويستند المؤلفان إلى شهادات ووثائق تؤكد أن بن بركة تعرض للتحقيق والتعذيب داخل حمام حيث فارق الحياة بعد ثلاث دقائق من الغرق، وأن الدليمي صوّر الجثة لإثبات نجاح العملية أمام المسؤولين المغاربة، مؤكداً بلهجة ساخرة أن “المهمة سالات”. كما يشير الكتاب إلى أن الموساد أخذ المعدات والسم المخصص لاحتمال التسميم، لكنه لم يُستخدم بسبب وصوله متأخراً من تل أبيب، بينما احتفظ الدليمي بجواز السفر المزور المستخدم في العملية.
ويرصد الكتاب العلاقة الوثيقة بين النظام المغربي في عهد الملك الحسن الثاني وجهاز الموساد الإسرائيلي، والتي تجاوزت التنسيق الأمني لتشمل تبادل المعلومات والخدمات، خصوصاً في ما يخص هجرة اليهود المغاربة إلى إسرائيل. ومع ذلك، يبقى لغز مصير جثة المهدي بن بركة قائماً، لكن كتاب “La fin des secrets” يقدم رؤية أكثر وضوحاً حول تفاصيل هذه العملية المعقدة والمثيرة للجدل، موفراً قراءات جديدة لفصل من أكثر الفصول غموضاً في تاريخ المغرب الحديث.
24/10/2025











