وقّعت شركتا مارسا ماروك و CMA Terminals، التابعة لمجموعة CMA CGM الفرنسية، اتفاقًا تاريخيًا لإدارة محطة الحاويات الغربية بميناء ناظور ويست ميد بشكل مشترك. وتُعد هذه البنية التحتية الاستراتيجية خطوة نوعية لتعزيز موقع المغرب كمنصة لوجستية رائدة تربط بين إفريقيا وأوروبا، وتؤكد مكانته كلاعب محوري في سلاسل التجارة العالمية. وأوضح البيان المشترك أن الاتفاقية ستخضع لموافقة السلطات المختصة، حيث ستستحوذ مارسا ماروك على 51% من رأس مال الشركة، فيما تمتلك CMA Terminals الحصة المتبقية البالغة 49%.
ويأتي المشروع في إطار التعاون المستمر بين مجموعة طنجة ميد وCMA CGM منذ أكتوبر 2024، ويمثل خطوة مهمة نحو تحديث الشبكة المينائية المغربية وتوسيع قدراتها التنافسية. ومن المتوقع أن تبدأ المحطة عملها تدريجيًا ابتداءً من عام 2027، مع 900 متر من الرصيف، وعمق يصل إلى 18 مترًا، ومساحة إجمالية تبلغ 60 هكتارًا، مجهزة بثماني رافعات ساحلية متطورة (STS). وعند تشغيلها بكامل طاقتها، ستكون المحطة قادرة على تداول 1,8 مليون حاوية قياسية سنويًا، لتتصدر قائمة أكثر الموانئ حداثة وكفاءة في شمال إفريقيا.
ويعكس التحالف بين مارسا ماروك وCMA CGM دمجًا فريدًا بين القوة اللوجستية العالمية والفهم العميق للسوق المحلي. فبينما توفر CMA CGM شبكة دولية واسعة وقدرة على توليد حركة بحرية مكثفة، تقدم مارسا ماروك خبرتها الكبيرة في إدارة الموانئ المغربية، حيث تشرف على 25 محطة في 11 ميناء وتدير أكثر من 60 مليون طن سنويًا، معززة بقدرات تشغيلية وتقنية متطورة.
ويتمتع ميناء الناظور غرب المتوسط بموقع جيوستراتيجي استثنائي في خليج بيتويا، على مقربة من مضيق جبل طارق، ما يجعله مرشحًا مثاليًا ليصبح محور ترانزيت رئيسي في البحر الأبيض المتوسط. وستسهم روابطه مع الطرق البحرية العالمية الكبرى وتكامله مع موانئ أخرى مثل طنجة ميد في تعزيز مكانة المغرب كمنصة لوجستية قوية، قادرة على لعب دور محوري في التجارة الأوروأفريقية وتسهيل حركة البضائع بين القارتين.
من خلال هذا المشروع، تؤكد مارسا ماروك التزامها بخطتها الاستراتيجية Marsa 2030، الرامية إلى دمج المغرب في السلاسل اللوجستية الدولية الكبرى وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية. وفي المقابل، تعزز CMA CGM، المتواجدة في 177 دولة ويعمل بها 160 ألف موظف، حضورها في المغرب ضمن قطاع حيوي للاقتصاد العالمي: النقل البحري والربط التجاري الدولي، مما يعكس أهمية هذا المشروع على الصعيدين الاقتصادي والاستراتيجي.
الناظور غرب المتوسط ليس مجرد ميناء جديد، بل هو بوابة المغرب البحرية نحو أوروبا والعالم، وفرصة لتعزيز تنافسية المملكة في مجال التجارة والخدمات اللوجستية، وجسرًا يربط بين الطموح الوطني والمكانة العالمية.
25/10/2025











