kawalisrif@hotmail.com

فوضى “الكوبات” تهدد جودة المياه وراحة سكان العيون

فوضى “الكوبات” تهدد جودة المياه وراحة سكان العيون

تبدو مدينة العيون، عاصمة الأقاليم الجنوبية، اليوم وكأنها نموذج حضري متطور ينبض بالحياة، إلا أن واقعًا مختلفًا يفرض نفسه خلف البنيان العمراني الحديث. فقد تحولت صهاريج المياه، المعروفة محليًا باسم “الكوبات”، من حل مؤقت لأزمة العطش إلى مشهد يومي يثير قلق السكان. هذه الشاحنات تجوب الشوارع والأزقة في أوقات يختارها أصحابها، محدثة ضجيجًا مستمرًا وتهديدًا مباشرًا لحق المواطنين في السكينة، في ظل غياب رقابة واضحة تحدد مواقيت عملها أو مناطق تحركها.

ويشير مراقبون إلى أن الاعتماد المتزايد على “الكوبات” يعكس قصورًا في قدرة شبكة التزويد العمومية على مواكبة التوسع العمراني والسكاني للمدينة، ما يضع الأسر أمام ضغوط مالية مضاعفة، إذ تضطر لدفع فواتير مزدوجة للحصول على مياه صالحة للشرب. وتتزايد المخاوف الصحية مع غياب الرقابة على جودة المياه ونظافة الصهاريج، مما يرفع احتمال تلوث المياه بالميكروبات أو المواد الكيميائية، ويضع صحة المستهلكين في خطر حقيقي، خاصة مع عدم اعتماد مصادر المياه أحيانًا.

وفي هذا الإطار، دعت الجمعية المغربية لحماية المستهلك السلطات المحلية إلى تشديد الرقابة، وفرض تراخيص إلزامية وفق معايير صحية وفنية دقيقة، مع إجراء اختبارات دورية للمياه وتطبيق عقوبات رادعة على المخالفين. كما أكدت الجمعية على أهمية تحسين شبكة التزويد العمومية لتخفيف الاعتماد على الحلول البديلة المكلفة، وحثت المواطنين على توخي الحذر والإبلاغ عن أي تجاوزات. يبقى السؤال مطروحًا حول موعد وضع حد لهذه الفوضى وضمان حق سكان العيون في مياه سليمة وخدمة عمومية فعالة وبيئة هادئة.

25/10/2025

Related Posts