تعيش مدينة القصر الكبير هذه الأيام على وقع أزمة حقيقية في قطاع النظافة، بعدما توقفت شركة “أوزون” المفوض لها تدبير القطاع عن العمل بشكل شبه كلي، لتتحول شوارع المدينة إلى مشاهد من الفوضى البيئية والروائح الكريهة التي أثارت غضب السكان واستياءهم العميق.
وتأتي هذه الأزمة في وقت تواجه فيه الشركة صعوبات حادة، على خلفية اعتقال مالكها عزيز البدراوي في ملف يتعلق باختلاس أموال عمومية، إلى جانب رئيس جماعة بوزنيقة السابق ، وهو ما زاد من تعقيد وضعية الشركة في عدد من المدن.
في القصر الكبير، تفجرت الانتقادات من داخل المجلس الجماعي نفسه، حيث وجّه أحد أعضاء الأغلبية انتقادات لاذعة للرئيس محمد السيمو، المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، محمّلاً إياه مسؤولية ما وصفه بـ”التدهور البيئي الخطير” الذي تعرفه المدينة.
العضو ذاته تقدم بمقترح لإسناد مهام النظافة مؤقتاً إلى العمال العرضيين، وإشراكهم بشكل مباشر في عمليات جمع النفايات، في انتظار اتخاذ قرار نهائي بخصوص فسخ العقد مع الشركة التي عجزت عن الوفاء بالتزاماتها تجاه العمال والمواطنين.
في المقابل، يرى متتبعون أن ما يجري قد يكون أيضاً وسيلة ضغط في الكواليس، في ظل دعوات لمتابعة مدير الشركة في حالة سراح، وفتح المجال أمام شركات جديدة تحظى بسمعة جيدة وقدرة على احترام دفتر التحملات.
وتتجه الأنظار اليوم إلى السلطات المحلية، التي يطالبها المواطنون بالتدخل العاجل وفتح تحقيق في أسباب تعثر خدمات النظافة، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بإعادة النظام إلى هذا القطاع الحيوي، قبل أن تتحول القصر الكبير إلى “مدينة غارقة في النفايات”.
26/10/2025











