kawalisrif@hotmail.com

سرقة كنوز فرنسا من متحف اللوفر :      اعتقال لصين جزائريين بعد محاولة فرار إلى الجزائر

سرقة كنوز فرنسا من متحف اللوفر : اعتقال لصين جزائريين بعد محاولة فرار إلى الجزائر

اهتزت باريس الأسبوع الماضي على وقع عملية سرقة هزّت العالم، حيث تمكنت مجموعة من اللصوص من الاستيلاء على عدة قطع من جواهر التاج الفرنسية خلال عملية جريئة نفّذت في متحف اللوفر في الثامن عشر من أكتوبر الجاري. وأسفرت التحقيقات الأولية عن توقيف اثنين من المشتبه فيهم، وهما شابان في الثلاثين من العمر من منطقة سين سان دوني، بينما لا تزال السلطات تواصل البحث عن بقية أعضاء العصابة، وسط مخاوف من أن يتم تفكيك القطع المسروقة وبيعها في السوق السوداء الدولية.

وقد تم توقيف أحد أفراد العصابة وهو جزائري الأصل عند محاولته مغادرة البلاد عبر مطار شارل ديغول متوجهاً نحو الجزائر، فيما تم القبض على جزائري آخر لاحقاً في محيط العاصمة الفرنسية، لتتولى المديرية الوطنية للشرطة الحدودية تسليم المشتبه فيهما إلى محققي فرقة مكافحة الباندتية التابعة للشرطة القضائية الباريسية، المكلفة بالتحقيق في القضية التي وصفتها السلطات بـ”الجريمة المنظمة الكبرى”. ويشير خبراء الفن إلى أن قيمة القطع المسروقة تصل إلى 88 مليون يورو، دون احتساب قيمتها التاريخية والثقافية التي لا تقدر بثمن، إذ كانت معروضة في صالة أبولو داخل المتحف الأكثر زيارة في العالم.

وفي تصريح إعلامي، رفض وزير الداخلية الفرنسي لوران نونيز فكرة إنشاء مركز شرطة داخل المتحف، مؤكداً أن وجود الشرطة على مقربة كافٍ لضمان التدخل الفوري، مشيراً إلى أن الإجراءات الأمنية كانت قد وصلت في غضون ثلاث دقائق بعد إطلاق الإنذار. ورغم ذلك، أعرب المسؤول عن قلقه من مصير القطع المسروقة، موضحاً أن غالبية المسروقات الثقافية عادةً ما تختفي في الخارج، لكنه عبّر عن أمله في استعادتها، مؤكداً أن التحقيقات جارية للوصول إلى جميع المتورطين واسترجاع التراث الفرنسي.

وتطرح هذه العملية أسئلة كبيرة حول أمن المتاحف والمواقع الثقافية الكبرى في أوروبا، خاصة في ظل انتشار عمليات السرقة المنظمة التي تستهدف الكنوز الفنية والتاريخية. كما يثير الحادث جدلاً حول مدى كفاية الإجراءات الأمنية الحالية وحاجة المؤسسات الفنية إلى تعزيز آليات الحماية، لضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم التي تهدد الهوية الثقافية والحضارية. ويأتي هذا الحادث ليذكّر بأن التراث الفني ليس مجرد ممتلكات مادية، بل جزء من الذاكرة الجماعية للإنسانية، ما يجعل كل عملية تهديد أو سرقة له قضية تستدعي التعاون الدولي للحد من شبكات الجريمة المنظمة وحماية القيم التاريخية والفنية التي يمثلها.

26/10/2025

Related Posts