يعيش كورنيش ومناطق نفوذ مارتشيكا بمدينة الناظور على وقع تدهور غير مسبوق، وسط صمت مثير للدهشة من المديرة المكلفة بتهيئة المشروع، التي تواجه اليوم اتهامات بالفشل وسوء التسيير والفساد ، بعد أن تحوّل الكورنيش إلى فضاء مهمل ومظلم، تتكدس فيه الفوضى والأزبال.
الكورنيش الذي كلف ميزانية ضخمة تحوّل إلى صورة قاتمة للإهمال الإداري، حيث غابت الصيانة تماماً، وتعطلت الإنارة العمومية بشكل شبه كلي منذ شهور دون تدخل، بينما أصبحت فضاءات الأطفال والجلوس غارقة في الظلام، وآليات الرياضة التي كانت متنفساً للشباب متهالكة ومتآكلة.
في المقابل، يغزو الباعة الجائلون وراكبو “التروتنيت” الفضاء العام بشكل عشوائي، وسط غياب تام لأي مراقبة أو تنظيم، مما جعل الكورنيش يفقد بريقه وجاذبيته كأحد أهم الواجهات السياحية في المنطقة .
مصادر مطلعة كشفت أن مديرة وكالة مارتشيكا أصبحت منشغلة بـ”دراسة التصاميم” أكثر من اهتمامها بالميدان، في وقت يتساءل فيه المواطنون عن جدوى مئات الموظفين الذين يلجون كل صباح مقرات الوكالة بشارع محمد الخامس والمطار وأطاليون، دون أي أثر ملموس على أرض الواقع.
كما أن سحب عدد من الرخص والتصاميم بسبب “خروقات جسيمة”، يعكس ارتباكاً إدارياً واضحاً وفوضى في تدبير المشاريع، خصوصاً بعد أن تم منح تراخيص ثم إلغاؤها والمطالبة بهدم البنايات لاحقاً.
ويرى متتبعون أن ما يجري في مارتشيكا يُعد فضيحة تسييرية بكل المقاييس، إذ تحوّل المشروع الذي رُوِّج له كواجهة حضرية عصرية إلى رمز للإهمال والبيروقراطية، محمّلين المديرة الحالية مسؤولية التدهور الحاصل، ومطالبين بتدخل الجهات العليا لإعادة تقييم عمل الوكالة ومحاسبة المسؤولين عن هذا الفشل الذريع.
ويبقى السؤال المطروح بإلحاح في الشارع الناظوري:
هل ستستمر مارتشيكا في هذا المسار المظلم؟ أم حان الوقت لفتح تحقيق حقيقي في مصير هذا المشروع الملكي العملاق الذي خذله سوء التسيير؟
