في لحظة سياسية مشحونة بالأسئلة حول عزوف الشباب عن المشاركة الحزبية، اختار الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بنعبد الله، أن يوجه رسائل مباشرة إلى الجيل الجديد، داعيًا إياه إلى “كسر جدار الانتظار” والانخراط الفعلي في صناعة القرار.
ففي كلمته خلال الجامعة الخريفية للشبيبة الاشتراكية ببوزنيقة، دعا بنعبد الله شباب “جيل Z” إلى تحويل حماسهم واحتجاجهم إلى فعل منظم داخل المؤسسات المنتخبة، لأن “الاحتجاج وحده لا يغيّر الواقع، بل المشاركة الواعية هي الطريق الحقيقي للإصلاح”.
بنعبد الله شدد على أن الشباب المغربي اليوم يشكل “الكتلة الحاسمة في معادلة التغيير”، مشيدًا بجرأتهم في التعبير عن قضاياهم، لكنه دعاهم في المقابل إلى الانتقال من “الغضب اللحظي” إلى “الالتزام المستمر”.
وقال بنبرة قوية: “جيل اليوم منح الحياة من جديد للضمير الوطني، وذكّرنا بأن الأمل في هذا الوطن لا يموت ما دام شبابه يرفضون الصمت”.
وفي سياق حديثه، لم يُفوّت الأمين العام لحزب “الكتاب” الفرصة دون توجيه انتقاد لاذع للحكومة الحالية، التي اعتبر أنها “فشلت في تدبير الملفات الاجتماعية الملتهبة”، مما أعاد – على حد قوله – “الروح للحراك الشبابي بعد سنوات من الجمود”.
وتوقف بنعبد الله عند الدعم المالي الذي أعلنت الدولة تخصيصه للمرشحين الشباب في انتخابات 2026، واصفًا المبادرة بأنها “إشارة إيجابية لكنها لا تمس عمق الإشكال”، لأن “الأموال المخصصة لا تكفي لمنافسة الكتلة المالية الضخمة التي يحركها بعض كبار الممولين الانتخابيين”.
وأكد أن حزب التقدم والاشتراكية لن يكتفي بالشعارات، بل “سيفتح الأبواب على مصراعيها أمام الشباب لتصدر اللوائح الانتخابية المقبلة”، مبرزًا أن “الترشح لا يصنع المناضل، بل النضال اليومي هو ما يصنع المرشح الجدير بالثقة”.
كما حذر من محاولات “الركوب على موجة الغضب الشبابي لأهداف انتهازية”، مذكّرًا بأن الأحزاب الوطنية “هي التي دفعت ثمن الدفاع عن الكرامة والعدالة الاجتماعية عبر التاريخ، ولن تتخلى اليوم عن هذه المبادئ”.
وختم بنعبد الله خطابه برسالة واضحة المعالم:
“الديمقراطية المغربية لن تتجدد إلا بشبابها، حين يتحول الوعي إلى مشروع، والاحتجاج إلى مبادرة، والغضب إلى قوة بناء”.
