في واحدة من أكبر العمليات الأمنية لمكافحة المخدرات خلال السنوات الأخيرة، أعلنت قوات الحرس المدني الإسباني عن حجز أكثر من 3.2 أطنان من الحشيش، كانت موجهة من مدينة مليلية المحتلة نحو التراب الإسباني، بعد أن تم إخفاؤها بعناية وسط شحنة كرتون مخصصة لإعادة التدوير، في أسلوب جديد وذكي استعملته شبكات التهريب لإخفاء أنشطتها غير المشروعة.
وأكدت مصادر أمنية إسبانية أن هذه العملية، التي وصفها الخبراء بأنها واحدة من أكبر الضربات ضد شبكات المخدرات في السنوات الأخيرة، أسفرت عن حجز كمية هائلة كانت ستغمر الأسواق الإسبانية بقيمة مالية تُقدّر بـ 20 مليون يورو، ما يعكس حجم المخاطر التي تمثلها شبكات التهريب على المجتمع والاقتصاد.
وحسب التحقيقات الأولية، فقد اعتمدت الشبكات الإجرامية على استغلال نشاط شركات إعادة تدوير الورق والكرتون كغطاء، مستغلة ضعف الرقابة في بعض المنافذ لتسهيل مرور شحناتها. ويشير الخبراء إلى أن أساليب التمويه المعقدة تُظهر التطور اللافت في تقنيات التهريب، ما يفرض على الأجهزة الأمنية تطوير استراتيجيات أكثر فاعلية.
وتعد مدينة مليلية المحتلة، إلى جانب سبتة المحتلة، من أبرز النقاط الساخنة في مسار تهريب المخدرات من شمال المغرب إلى أوروبا، حيث تشكّل المعابر الحدودية وموانئ هذه المدن مسارًا رئيسيًا للشبكات الدولية.
وتأتي هذه العملية في ظل تنامي التعاون الأمني المغربي-الإسباني لمكافحة الاتجار الدولي بالمخدرات، في وقت تستمر فيه المصالح الأمنية المغربية في تفكيك شبكات مماثلة وضبط منابع التهريب قبل وصولها إلى المعابر الحدودية، ما يعكس التنسيق الإستراتيجي بين الرباط ومدريد لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة.
ويرى مراقبون أن هذه العملية ليست مجرد حجز كمية ضخمة من المخدرات، بل رسالة قوية لشبكات التهريب بأن أساليبهم التقليدية لم تعد صالحة في وجه اليقظة الأمنية المتزايدة، وأن العمل المشترك بين الدولتين أصبح سلاحًا فعالاً لردع العصابات العابرة للحدود.
27/10/2025











