kawalisrif@hotmail.com

تبون يناور بالكلمات لتخفيف المأزق الجزائري أمام مغربية الصحراء

تبون يناور بالكلمات لتخفيف المأزق الجزائري أمام مغربية الصحراء

عاد الرئيس الجزائري تبون إلى واجهة الجدل السياسي، بعد تداول مقطع مصوّر يُظهر تغيّرًا في لهجته تجاه المغرب وملف الصحراء .

الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع عبر المنصات الاجتماعية، حمل عناوين مثل “الهزيمة الباردة” و*”الرضوخ للواقع المغربي”*. غير أن تحقيقًا أجرته شبكة CNN كشف أن المقطع لا يتضمن أي تليين فعلي في خطاب تبون، ولا حتى إشارة مباشرة إلى المغرب.

ويعود التسجيل إلى زيارة تبون لمقر وزارة الدفاع الجزائرية يوم 11 أكتوبر الجاري، حيث تحدث عن “أمن الحدود” و“العلاقات مع دول الساحل”، محاولًا –وفق مراقبين– إعادة تقديم الجزائر في صورة “الدولة الحامية لجوارها”، دون الخروج عن الخطاب التقليدي للنظام القائم على تجنّب الاعتراف بالتحولات التي فرضها الاعتراف الدولي المتنامي بسيادة المغرب على صحرائه.

وفي محاولة لتخفيف حدة خطابه، قال تبون في ذلك اللقاء :

“ما وصلناش لدرجة اللارجوع مع أشقائنا في الساحل… نتمنى الوعي يرجع ويُصان الجوار.”

لكن سرعان ما عاد إلى نبرته القديمة حين تطرق إلى ملف الصحراء، مؤكداً أن:

“قضية الصحراء قضية استعمارية، والقرار يجب أن يكون للصحراويين.”

ورغم نفيه أن تكون القضية سببًا في استمرار غلق الحدود مع المغرب، إلا أن الواقع يؤكد عكس ذلك؛ إذ تظل الحدود مغلقة منذ أكثر من أربعة عقود، في ظل خطاب رسمي جزائري جامد أمام التغيرات العميقة التي يشهدها المشهد الدولي.

ويرى محللون أن تصريحات تبون الأخيرة تعكس مأزقًا دبلوماسيًا واضحًا، خاصة في ظل الموقف الأمريكي الثابت منذ دجنبر 2020، حين اعترفت واشنطن بسيادة المغرب الكاملة على أقاليمه الجنوبية، معتبرة أن ملف الصحراء دخل مرحلته السياسية النهائية.

كما أثارت تصريحات تبون حول “رفض الخضوع لأي تهديد” تساؤلات حول مدى تأثر الجزائر بضغوط دولية متزايدة، خصوصًا بعد كشف المستشار الأمريكي ستيف ويتكوف عن مبادرة تهدف إلى تهيئة اتفاق سلام بين الرباط والجزائر خلال 60 يومًا.

وفي المقابل، يواصل المغرب نهجه الهادئ والواثق، مستندًا إلى شرعية موقفه ومشروعية سيادته، بينما يواصل النظام الجزائري الدوران في حلقة خطابية مغلقة تُعيد إنتاج شعارات “تقرير المصير” و“الاستعمار”، دون أي أثر فعلي على الأرض.

وبينما يتحدث تبون عن “استعادة الوعي”، يمضي المغرب في طريق التنمية والتكامل الجهوي، مؤكدًا أن التعاون هو السبيل الوحيد لبناء مستقبل مستقر للمنطقة، في وقت تجاوز فيه الواقع الإقليمي والدولي كل “نقاط اللاعودة” التي ما زال الخطاب الجزائري يتشبث بها.

28/10/2025

Related Posts