kawalisrif@hotmail.com

طنجة :    جدل واسع بعد اختتام مهرجان السينما !!

طنجة : جدل واسع بعد اختتام مهرجان السينما !!

اختتمت الدورة الخامسة والعشرون من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة وسط موجة من النقاشات الحادة حول مستقبل السينما المغربية، بعد أن حصد فيلمان مغربيان مشتركان مع دول أوروبية، هما “في حب تودا” للمخرج نبيل عيوش و”البحر البعيد” للمخرج سعيد حميش، أربع جوائز لكل منهما. هذا التتويج أثار تساؤلات حول التفاوت بين الإنتاج الوطني الصرف والهش، والإنتاج المشترك الذي يعتمد على تمويل أجنبي، ومدى تأثير ذلك على قدرة السينما المغربية على الحفاظ على هويتها الثقافية وسيادتها السردية.

وانتقد عدد من النقاد ما وصفوه بـ”تآكل السيادة السينمائية” بسبب هيمنة الإنتاجات المشتركة، مؤكدين أن هذه الأفلام رغم قيمتها التقنية، تبتعد عن خصوصية الهوية المغربية وتخضع في جوهرها لشروط الممولين الأجانب. وأشار الناقد فؤاد زويريق إلى أن السينما الوطنية تواجه أزمة عميقة على صعيد الإبداع والهوية، مستذكراً التجارب الاحترافية في السبعينيات التي شكلت نقطة تحول مهمة، قبل أن تتحول بعد ذلك إلى صناعة تروّضها الدولة، ويختفي المشروع الثقافي الأصلي لصالح أفلام تبحث عن الجوائز والدعم المادي دون موقف فني أو ثقافي حقيقي.

وأضاف زويريق أن أزمة السينما المغربية اليوم تتجاوز الجانب الفني لتشمل البنية التحتية والإنتاج، فضلاً عن غياب الرؤية الواضحة والنقد الجاد والتأريخ، مع سيطرة الدولة على خيوط اللعبة عبر خطوط حمراء تحد من حرية الإبداع. وشدد على أن الإصلاح الحقيقي يحتاج إلى إعادة بناء المنظومة من جذورها، كما حدث في رياضات أخرى، لأن التطوير لا يقتصر على الأشخاص أو التقنيات، بل يتطلب هدم بيروقراطية قائمة وإعادة تأسيسها لدعم سينما وطنية أصيلة قادرة على المزج بين الطموح الفني والهوية الثقافية.

28/10/2025

Related Posts