أعلنت اللجنة الانتخابية في كوت ديفوار فوز الرئيس الحسن واتارا بولاية رابعة بعد حصوله على 89.77 في المئة من الأصوات، وفق نتائج غير نهائية صدرت مساء الاثنين، عقب اقتراع جرى في أجواء هادئة تميزت بغياب أبرز قادة المعارضة. ودُعي نحو تسعة ملايين ناخب للإدلاء بأصواتهم في بلد يُعد أكبر منتج عالمي للكاكاو وأحد أكثر بلدان غرب إفريقيا استقرارًا نسبيًا رغم الاضطرابات التي تعصف بجواره الإقليمي.
النتائج أظهرت تفوق واتارا، البالغ من العمر 83 عامًا، في جميع الدوائر الانتخابية دون استثناء، حيث حصد نسبًا شبه كاملة في مناطق الشمال معقله التقليدي، إذ تجاوزت نسب التصويت لصالحه 98 بالمئة في بعض المدن، بينما بقيت نسب المشاركة ضعيفة في الجنوب والغرب، لاسيما في معاقل خصومه التاريخيين لوران غباغبو وتيجان تيام، اللذين مُنعا من الترشح لأسباب قانونية وسياسية. مراقبون رأوا في هذا الغياب عاملاً حاسمًا في عزوف الناخبين عن التصويت وتراجع الحماس الشعبي نحو الاستحقاق.
في المقابل، اعتبرت أحزاب المعارضة أن الانتخابات جرت في مناخ من “الخوف والتضييق”، متهمة السلطات باستخدام القمع كأداة سياسية ومعلنة رفضها الاعتراف بشرعية نتائج الاقتراع. وعلى الرغم من الانتشار الأمني الكثيف الذي تجاوز 44 ألف عنصر، شهدت بعض المناطق اشتباكات محدودة أودت بحياة عدد من الأشخاص. وبانتهاء التصويت، عاد الهدوء إلى أبيدجان، فيما تباينت عناوين الصحف بين من اعتبر الاقتراع انتصارًا للاستقرار ومن وصفه بأنه مرآة لبلد لا يزال منقسمًا سياسيًا وطائفيًا رغم مرور عقد ونصف على حربه الأهلية.
28/10/2025











