بوانو ينتقد السياسات الاقتصادية للحكومة: المغرب لم يستثمر موقعه الاستراتيجي وسط التحولات العالمية

وجه عبد الله بوانو، رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، انتقادات لاذعة للسياسات الاقتصادية المعتمدة من قبل الحكومة، مبرزًا أن المغرب لم يستفد بعد من موقعه الجغرافي المتميز في ظل التحولات الجيو-اقتصادية التي يشهدها العالم. وأوضح بوانو، خلال مناقشة مشروع قانون المالية لسنة 2026 بلجنة المالية والتنمية الاقتصادية، أن العالم يعيش حالة من “الحرب التجارية المفتوحة”، في إشارة إلى الصراع الاقتصادي بين الصين والولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن تأثير هذه التوترات على المغرب ظل محدودًا باستثناء حالة عجلات الألومنيوم المستوردة من الصين.

وأضاف بوانو أن التقلبات الاقتصادية الدولية تشكل فرصة نادرة للمغرب كان عليه استغلالها بشكل أفضل، مستدلاً بالارتفاع الكبير في تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة نحو القارة الإفريقية التي تضاعفت من 46 مليار دولار سنة 2019 إلى 97 مليار دولار حاليًا، في حين لم تتجاوز حصة المغرب 1.6 مليار دولار. وأعرب البرلماني عن أسفه لتراجع مكانة المملكة في جذب الرساميل الأجنبية، مذكرًا بأن المغرب كان يحتل المرتبة الثامنة على الصعيد الإفريقي سنة 2019، قبل أن يتراجع رغم تحسن المؤشرات المعلنة، فيما تمكنت مصر، على سبيل المثال، من رفع حجم استثماراتها إلى 47 مليار دولار خلال الفترة نفسها.

وأشار تقرير لمنصة “The African Exponent” إلى أن المغرب سجل تدفقات استثمارية بقيمة 1.64 مليار دولار سنة 2024، أي بزيادة 55% عن العام السابق، ما وضعه في المرتبة العاشرة إفريقيًا. ولفت التقرير إلى أن هذا الترتيب يعكس تحوّل بوصلة المستثمرين نحو دول إفريقية تمكنت من تحسين مناخ أعمالها مثل مصر، الكوت ديفوار، موزمبيق، وأوغندا، بينما ما زال المغرب مطالبًا بتسريع إصلاحاته الإدارية والقانونية والطاقية لاستعادة موقعه الريادي كبوابة اقتصادية رئيسية نحو القارة الإفريقية.