كشفت مصادر قيادية في حزب العدالة والتنمية أن المدير العام لمجموعة “أكديطال” عقد لقاء خاصاً مع الأمين العام للحزب عبد الإله بنكيران، عقب التصريحات القوية التي أدلى بها الأخير خلال ندوة صحفية في يوليوز الماضي، حين وصف التوسع السريع للمصحات الخاصة في المغرب بـ“الظاهرة الغريبة”، متسائلاً عن مصادر التمويل الضخمة التي مكنت المجموعة من افتتاح عشرات المؤسسات في ظرف وجيز. وأوضحت المصادر أن اللقاء جاء بطلب من مسؤول بالمجموعة، بهدف “تقديم توضيحات” حول طبيعة تمويلات “أكديطال”، مؤكداً أنها تستثمر وفق القوانين الجاري بها العمل وتعتمد على القروض البنكية والاكتتابات في الأسواق المالية.
ويأتي هذا اللقاء في سياق تصاعد الجدل السياسي حول النفوذ الاقتصادي المتنامي للمصحات الخاصة، خصوصاً بعد أن تحدث برلمانيون عن “لوبي قوي” داخل القطاع الصحي يسعى للتأثير على قرارات اللجنة الوطنية للاستثمارات. وتشير معطيات حصلت عليها كواليس الريف إلى أن “أكديطال” توجد ضمن اللائحة غير المعلنة للشركات التي قدمت طلبات للاستفادة من تحفيزات مالية في إطار الميثاق الجديد للاستثمار، قبل أن يقرر وزير الصحة والحماية الاجتماعية أمين التهراوي تعليق دراسة هذه الملفات مؤقتاً إلى حين مراجعة معايير الحكامة وضمان التوازن بين القطاعين العام والخاص.
التهراوي أوضح في تصريح تلفزي أن القرار لا يعني وقف دعم الاستثمار، بل يهدف إلى إعادة تقييم الخريطة الصحية وتحديد المجالات ذات الأولوية قبل تخصيص أي دعم جديد. من جانبها، نفت مجموعة “أكديطال” في بيان رسمي استفادتها من أي تمويل عمومي، مؤكدة أن جميع مشاريعها تمول ذاتياً وتخضع لرقابة سوق الرساميل. غير أن مصادر مقربة من وزارة الاستثمار تؤكد أن طلب المجموعة لا يزال ضمن الملفات المعلقة، وأن القانون يمنع نشر أسماء الشركات طالما لم تُتخذ القرارات النهائية بشأنها.
29/10/2025











