رحبت فعاليات أمازيغية في المغرب بقرار وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة رفع عدد المناصب المخصصة لتوظيف أساتذة اللغة الأمازيغية إلى ألف منصب في مباريات المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، معتبرة أن هذه الخطوة تشكل دفعة مهمة نحو تعميم تدريس اللغة الأمازيغية وترسيخ مكانتها كلغة رسمية ضمن المنظومة التربوية الوطنية. وأكدت هذه الفعاليات أن هذا الإجراء يعكس وعياً متزايداً بأهمية الأمازيغية في بناء العدالة اللغوية، غير أن تحقيق الهدف الكامل يظل رهيناً برؤية استراتيجية تضمن استمرارية التوظيف والتكوين وتوفير بيئة تربوية مواتية للأساتذة.
وأشار محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، في وقت سابق، إلى أن أعداد الأساتذة المتخصصين في تدريس الأمازيغية شهدت تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، إذ ارتفع العدد من 200 سنة 2021 إلى أكثر من 650 سنة 2024، ليستفيد أزيد من 650 ألف تلميذ من دروس الأمازيغية في المدارس الابتدائية. وفي السياق ذاته، أوضحت سارة الزبير، المنسقة الوطنية لتنسيقية أساتذة اللغة الأمازيغية، أن الزيادة في عدد المناصب تمثل مكسباً مهماً لكنها لا تكفي لتحقيق التعميم الكامل، مؤكدة أن الإكراهات ما زالت قائمة، خصوصاً ما يتعلق بالغلاف الزمني المحدود وعدد الساعات المخصصة للمادة، رغم كونها لغة رسمية للدولة.
من جهته، اعتبر الأستاذ الحسين أوخدوش أن القرار الحكومي يُعد خطوة في الاتجاه الصحيح لكنه يظل دون سقف تطلعات الفاعلين الأمازيغيين الذين طالبوا بفتح ما لا يقل عن أربعة آلاف منصب سنوياً لتسريع تعميم تدريس الأمازيغية أفقياً وعمودياً. كما ثمّن رفع السن الأقصى لاجتياز مباريات التوظيف إلى 35 سنة لما يمثله من إنصاف لفئة واسعة من خريجي المسالك الأمازيغية. غير أنه شدد على ضرورة معالجة العراقيل الميدانية التي تواجه الأساتذة، مثل غياب قاعات خاصة بهم، وغياب مذكرات تنظيمية واضحة تحدد مهامهم وساعات عملهم، داعياً إلى تعزيز التكوين المستمر وتمكينهم من الوسائل الرقمية والبيداغوجية الكفيلة بتحسين جودة التعليم الأمازيغي.
30/10/2025











