خلال دورة أكتوبر لغرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة الشمال، التي إنعقدت قبل أيام ، سلط منصف ازماني، عضو الغرفة، الضوء على نقطتين حيويتين تهم إقليم الحسيمة: الأولى إنسانية وإغاثية عاجلة، والثانية مرتبطة بالتنمية الاقتصادية والاستراتيجية للإقليم. وقد شكّلت مداخلته محطة للضغط على المؤسسات لتبني إجراءات عملية وسريعة.
فاجعة إمزورن: خسائر تتجاوز 600 مليون سنتيم ونداء لدعم “مصدر الرزق الوحيد”
بصوت يعكس قلق التجار، استعرض ازماني الأضرار الفادحة التي خلفها الحريق المأساوي الذي اندلع في شارع الدار البيضاء بمدينة إمزورن قبل أسابيع. وأكد أن الحادث لم يكن مجرد خسارة مادية، بل “فاجعة” تسببت في تدمير أربعة محلات تجارية بشكل كامل، مع خسائر إجمالية تجاوزت 600 مليون سنتيم.
وأشار ازماني إلى أن هؤلاء المتضررين يواجهون واقعاً مريراً، حيث فقدوا “مصدر رزقهم الوحيد”. وشدد على أن غرفة التجارة، بوصفها ممثلاً للقطاع، عليها مسؤولية أخلاقية ومؤسساتية، تتمثل في تخصيص دعم مالي عاجل ومباشر لمساعدتهم على تجاوز هذه المحنة والوقوف على أقدامهم من جديد. ويشكل هذا النداء اختباراً لمدى فعالية التضامن المؤسساتي في حماية النسيج التجاري المحلي من الانهيار أمام الكوارث.
الحسيمة.. الانفتاح الجوي رافعة للنمو السياحي والتجاري
انتقل ازماني في مداخلته من الإغاثة إلى التنمية، مركزاً على ضرورة فك العزلة الجوية عن إقليم الحسيمة كرافعة أساسية للنمو الاقتصادي.
طالب عضو الغرفة بضرورة فتح خطوط جوية جديدة تربط الحسيمة بباقي جهات المملكة الاثنتي عشرة، وهو إجراء يُنظر إليه على أنه حيوي لربط الإقليم اقتصادياً وإدارياً بكافة مراكز القرار والتجارة في المغرب، وتنشيط السياحة الداخلية.
كما أكد على أهمية ربط الحسيمة بخط جوي مباشر مع إسبانيا، مشيراً إلى أن هذا الإجراء الاستراتيجي سيساهم بشكل كبير في:
1 : دعم السياحة: جلب السياح الأوروبيين مباشرة إلى المنطقة، مما ينعش الفنادق والخدمات المرتبطة بها.
2 : تحفيز التجارة: تسهيل حركة المستثمرين ورجال الأعمال، وتعزيز التبادل التجاري مع شريك اقتصادي رئيسي للمغرب.
تؤكد هذه المطالب أن مستقبل الحسيمة الاقتصادي مرتبط بشكل وثيق بمدى انفتاحها الجوي، وأن غرفة التجارة والصناعة والخدمات مطالبة بأخذ دور ريادي في الضغط لتنفيذ هذه المشاريع الحيوية.
تضع مداخلة منصف ازماني تحدياً مباشراً أمام غرفة التجارة والجهات المسؤولة: تقديم استجابة عاجلة للأزمة الإنسانية في إمزورن، بالتوازي مع وضع خارطة طريق لتعزيز الجاذبية الاقتصادية للحسيمة عبر شبكة النقل الجوي.
ويبقى السؤال مطروحاً : هل ستترجم هذه المطالب إلى إجراءات عملية على أرض الواقع؟
31/10/2025
