kawalisrif@hotmail.com

انتخابات 2026 …. معركة “سرقة أحلام الشباب” تشتعل داخل الأحزاب المغربية !

انتخابات 2026 …. معركة “سرقة أحلام الشباب” تشتعل داخل الأحزاب المغربية !

تقترب انتخابات 2026 على إيقاع صدام سياسي غير مسبوق، بعدما تحوّل النقاش حول مشاركة الشباب إلى حلبة صراع خفي بين وزارة الداخلية والأحزاب التي تخشى فقدان نفوذها التقليدي.

القرار الجديد الذي يفتح الباب أمام الشباب للترشح كمستقلين دون لون حزبي، فجّر حالة من الارتباك والغليان داخل المكاتب السياسية، التي وجدت نفسها فجأة أمام جيل جديد قد يقتحم البرلمان من خارج أسوارها!

مصادر سياسية أكدت أن مشروع القانون التنظيمي لمجلس النواب، الذي تمت إحالته على البرلمان، ينصّ على إمكانية تقديم عشرات اللوائح المستقلة مكوّنة حصريًا من مرشحين تقل أعمارهم عن 35 سنة، وهو ما اعتبرته الأحزاب “صفعة قاسية” من وزارة الداخلية، التي رفضت رسمياً إعادة لوائح الشباب الحزبية أو أي صيغة مشابهة.

لكن المفاجأة لم تتوقف هنا — فالقانون الجديد يُبسط شروط الترشح بشكل غير مسبوق، ما يعني أن أي مجموعة من الشباب بإمكانها تشكيل لائحة مستقلة في الدوائر المحلية، دون الحاجة إلى غطاء حزبي أو وساطة سياسية.
هذا المستجد جعل الكثيرين يتحدثون عن “نهاية احتكار الأحزاب” وولادة جيل سياسي متمرد قد يطيح بخريطة التمثيل التقليدي.

الأحزاب في موقف المتفرج… ووزارة الداخلية تغيّر قواعد اللعبة

ورغم صمت أغلب الأحزاب أمام هذا التحول الخطير، إلا أن أوساطًا حزبية ترى أن الخطوة تمثل تهديدًا مباشرًا لوجودها السياسي، وضربة لمفهوم “الوساطة المؤسساتية” التي ظلت تبرر من خلالها شرعيتها داخل المشهد السياسي المغربي.

في المقابل، تعتبر وزارة الداخلية أن الهدف هو “تحرير الطاقات الشابة” وتمكينها من دخول غمار السياسة دون وصاية.

العدالة والتنمية يرفع الصوت… وشارية يركب الموجة

الاستثناء الوحيد جاء من حزب العدالة والتنمية، الذي خرج ببلاغ ناري وقّعه أمينه العام عبد الإله بنكيران، منتقدًا بشدة ما وصفه بـ“التوجه الخطير نحو تهميش الأحزاب”، ومؤكدًا أن الطريق السليم لتعزيز مشاركة الشباب هو من خلال الأحزاب وليس ضدها.

في المقابل، اتخذ إسحاق شارية، الأمين العام للحزب المغربي الحر، موقفًا معاكسًا تمامًا، إذ رأى في القرار فرصة تاريخية ودعا منسقي حزبه إلى تعبئة شبابية شاملة من أجل تغطية الدوائر بلوائح مستقلة، واعدًا بتقديم الدعم القانوني والمالي للمترشحين.

جيل جديد على الأبواب… أم إعادة تدوير بألوان مختلفة؟

ورغم أن المشروع يُقدَّم كنافذة أمل للشباب، إلا أن متتبعين يحذرون من تحايل بعض الأحزاب على القانون عبر زرع مرشحيها الشباب ضمن اللوائح المستقلة، ما قد يفرغ التجربة من محتواها.

وفي حال تحقق ذلك، فقد نجد أنفسنا أمام برلمان بوجوه جديدة… لكن بعقول قديمة.

— يبقى السؤال إذن:

هل نحن أمام ثورة هادئة يقودها شباب المغرب لكسر قبضة الأحزاب، أم أمام مسرحية انتخابية جديدة تُكتب فصولها بذكاء داخل المكاتب الحزبية المغلقة؟

 

31/10/2025

Related Posts