أثار حزب اليمين المتطرف الإسباني “فوكس” في مدينة سبتة المحتلة جدلاً واسعًا بعد طرحه مقترحًا في الجمعية المحلية يتحدث عن ما سماه “حربًا هجينة يشنّها المغرب ضد إسبانيا”، في خطوة اعتبرتها باقي القوى السياسية محاولة لتأجيج التوتر مع الجار الجنوبي.
المقترح الذي تقدّم به زعيم كتلة الحزب، خوان سيرجيو ريدوندو، قدّم رؤية قاتمة حول “مخاطر مستمرة تهدد سبتة”، متحدثًا عن “تهديدات من الجنوب” و”حرب غير تقليدية” تستهدف استقرار المدينة.
غير أن باقي التشكيلات السياسية في الجمعية رفضت المقترح، معتبرة أنه لا يستند إلى أي معطيات واقعية.
ممثل الحزب الاشتراكي وصف المبادرة بأنها “خطاب تضخيمي بعيد عن الواقع”، مؤكدًا أن سبتة تعرف في الوقت الراهن استقرارًا أمنيًا بفضل التنسيق القائم بين السلطات الإسبانية والمغربية في مختلف المجالات الأمنية والحدودية.
من جانبه، أوضح مستشار الحوكمة المحلية، خوان غايتان، أن الأولوية بالنسبة للمدينة تكمن في “تعزيز الوسائل التقنية والتعاون الأمني”، مبرزًا أن إنشاء وحدة أمنية جديدة (USECIC) يأتي في هذا السياق، وليس نتيجة لأي “حرب هجينة”.
اللافت في النقاش كان موقف نائب حزب “فوكس” نفسه، كارلوس فيرديخو، الذي صوّت ضد مقترح حزبه، في خطوة فُسرت على أنها تعبير عن تململ داخلي من الخطابات التصعيدية للحزب داخل المدينة.
كما أظهرت بيانات حديثة انخفاضًا بنسبة 15% في عدد القاصرين المهاجرين خلال الشهر الأخير، ما يتعارض مع الرواية التي حاول الحزب ترويجها حول “تصاعد التهديدات من الجنوب”.
ويرى مراقبون أن تصريحات “فوكس” تندرج ضمن خطاب سياسي يسعى إلى تعبئة القواعد اليمينية عبر تضخيم القضايا المرتبطة بالهجرة والعلاقات مع المغرب، في وقت تشهد فيه العلاقات الثنائية بين الرباط ومدريد مرحلة من التنسيق الوثيق في ملفات الهجرة والأمن والاقتصاد.
31/10/2025
