يعود الخط السككي بين خريبكة ووادي زم، الذي أسسته الحقبة الاستعمارية الفرنسية لنقل الفوسفاط والمواد الفلاحية نحو الموانئ، ليستعيد دوره في تاريخ النقل بالوسط المغربي. خلال تلك الفترة، كانت القطارات تتوقف حسب الطلب في خريبكة ووادي زم، ما جعل المحطات الصغيرة جزءًا من شبكة استراتيجية للنقل. بعد الاستقلال، شهد الخط تراجعًا في خدمة المواطنين والبضائع، لتبدأ محطات مثل وادي زم في حالة إهمال، مع توقف بعض القطارات أو تأجيل الخدمات فيها.
في إطار جهود تطوير شبكة السكك الحديدية الوطنية، أعلنت وزارة النقل واللوجيستيك عن مشروع جديد يربط الدار البيضاء ببني ملال، مارًا بخريبكة ووادي زم وأبي الجعد وقصبة تادلة، مع فرع إضافي يصل إلى الفقيه بن صالح. وأكد عبد الصمد قيوح، وزير النقل، أن المشروع يدخل ضمن أولويات الوزارة، ويشكل جزءًا من برنامج استثماري طموح يقدر بـ96 مليار درهم حتى عام 2030، بهدف تعزيز التنقل وتحفيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مناطق الوسط المغربي.
حالياً، المشروع في مرحلة الدراسات الأولية، حيث سيتم الإعلان عن طلب عروض لإجراء دراسات ما قبل المشروع، ما يعني أن تفاصيل الرحلات، بما فيها التوقيت وعددها، لم تتحدد بعد. ومع ذلك، يتوقع أن يضفي الخط السككي الجديد حيوية على المدن الواقعة على مساره، ويخفف الضغط عن الطرق الوطنية، ليعيد للسكك الحديدية مكانتها كمحرك اقتصادي واجتماعي في قلب المغرب.
31/10/2025
