في مفاجأة أعادت النقاش السياسي في إقليم الدريوش إلى الواجهة، أعلن محمد الفاضيلي، الرجل الثمانيني الذي طالما كانت قضيته رمزًا للجدل والمحاكمات، انضمامه إلى حزب الاستقلال قادمًا من الحركة الشعبية. خطوة اعتبرها مراقبون جاءت في الوقت الميت ، خاصة أن الفاضيلي يُعد منتهيًا سياسياً، وقد احترقت أسهمه بعد عزله عن رئاسة جماعة بنطيب بسبب ملفات فساد .
الأمر الأكثر إثارة للجدل هو الوساطة التي قادها النائب البرلماني منعم الفتاحي، الذي لم يبقَ له تقريبًا أي دعم شعبي أو انتخابي في الإقليم ، بعد أن هاجره أغلب المنتخبين والفاعلين السياسيين في المنطقة .
العلاقة بين الفاضيلي والفتاحي لم تكن ودية أبدًا، بل كانت مليئة بالعداوة والاحتقان السياسي، مما جعل هذا التحالف المفاجئ مادة دسمة للحديث في الأوساط المحلية.
ووفق ما أعلن، يخطط الفاضيلي للعودة إلى الساحة الانتخابية للترشح لرئاسة جماعة بنطيب، في حال قبول ملف ترشحه من طرف وزارة الداخلية، بينما سيكون علي الرياني مساعده الأيمن ومرشح لائحة الفتاحي الثاني في الانتخابات التشريعية القادمة. هذه الخطوة تُظهر بشكل جلي ضعف الفتاحي السياسي، الذي لجأ إلى شخص فقد مصداقيته وشعبيته لإنقاذ موقعه، فيما يبدو أن الفاضيلي يستغل الفرصة لإعادة ترتيب أوراقه وحماية نفسه من أي طلرئ ، رغم سجله الملطخ بالجدل والقضايا القضائية.
أما نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال ووزير التجهيز، الأمين العام لحزب الاستقلال، الذي استقبل الفاضيلي والفتاحي ، أمس الجمعة بمقر وزارة التجهيز، بحضور رجل الأعمال الناجح والسياسي المعروف عمر أزحاف ، فقد بدا كالوسيط الحذر الذي يحاول إعادة ترتيب التحالفات السياسية بذكاء، وسط متابعة واسعة من الفاعلين المحليين، الذين يتساءلون عن جدوى هذه التحالفات المفاجئة بين الفتاحي المترنح والفاضيلي المنتهي سياسيا .
ويبقى السؤال الذي يثير الجدل: هل ستنجح هذه الدينامية في إعادة الفاضيلي إلى قمة اللعبة السياسية المحلية، أم أنها مجرد محاولة فاشلة لإحياء سياسي منتهٍ، في وقت يُظهر فيه الفتاحي ضعفه وفقدانه لمكانته الحقيقية ؟
01/11/2025











