في موسمٍ صيفيٍّ حافلٍ بالحركية والروابط الإنسانية، سجّلت عملية “مرحبا 2025” (OPE) التي تنظمها إسبانيا بتنسيقٍ وثيق مع السلطات المغربية، أرقامًا قياسية في تاريخها الممتد منذ سنة 1986.
فقد أعلن الداخلية الإسبانية في بيانٍ رسمي أن العملية شهدت مرور 3.488.884 مسافرًا و857.784 مركبة بين الضفتين، أي بزيادة بلغت 3٪ عن العام الماضي، لتُصبح بذلك النسخة الأكثر نجاحًا منذ انطلاق هذا الجسر البحري والإنساني بين أوروبا وإفريقيا.
عُقدت في مدريد جلسة تقييم للجنة الإسبانية للتنسيق والتوجيه (CECOD) برئاسة نائبة وزيرة الداخلية سوسانا كريسوسطومو، التي نوّهت بالانسيابية العالية والأمن الجيد الذي طبع العملية، مؤكدة أن “التعاون مع السلطات المغربية كان حاسمًا لضمان تنقّلٍ آمنٍ وسلس لملايين المسافرين، معظمهم من أفراد الجالية المغربية المقيمة بأوروبا”.
استأثر ميناء الجزيرة الخضراء الإسباني بأعلى نسبة من المسافرين نحو إفريقيا (977.821 شخصًا)، فيما تصدّر ميناء طنجة المتوسط حركة العودة بـ736.824 مسافرًا.
وسُجل يوم 3 غشت أعلى ذروة عبور بـ 52.577 مسافرًا و14.082 مركبة في يومٍ واحد.
تحوّلت عملية “مرحبا” إلى رمزٍ للتلاحم الإنساني والاقتصادي بين المغرب وإسبانيا، ونافذةٍ تُجسّد عمق العلاقات الاجتماعية بين ضفتي المتوسط.
فكل صيف، يشهد المعبران البحريان حركة الملايين من المغاربة العائدين إلى أرض حد الوطن لزيارة الأهل وصلة الرحم، في مشهدٍ يختصر قصة وطنٍ لا تنقطع خيوطه مهما بعدت المسافات.
بعد النجاح اللافت لنسخة 2025، تستعد الرباط ومدريد لتعزيز المنظومة اللوجستيكية والأمنية استعدادًا لموسم 2026، بما يُعزّز مكانة المغرب كمحور عبور إقليمي يربط إفريقيا بأوروبا.
ويُجمع المتتبعون على أن هذا التعاون الثنائي يعكس النضج السياسي والشراكة الاستراتيجية المتجددة بين المملكتين، القائمة على الثقة والاحترام المتبادل.
01/11/2025
