أثار مقال نشرته جريدة “كواليس الريف” تحت عنوان : “أستاذ يختفي من إعدادية بإمزورن وأولياء التلاميذ يطالبون بتوضيحات” نقاشًا واسعًا في الأوساط التعليمية بإقليم الحسيمة، بعدما أشار إلى استمرار غياب أستاذ مادة التربية الإسلامية بالثانوية الإعدادية الحي الرابع بمدينة إمزورن، وما ترتب عن ذلك من قلق لدى عدد من أولياء الأمور والتلاميذ بشأن توقف حصص هذه المادة منذ انطلاق الموسم الدراسي الحالي.
المقال، الذي نقل تذمر بعض الآباء من الوضع، دعا المديرية الإقليمية للتعليم إلى التدخل العاجل لتعويض الأستاذ وضمان استمرارية العملية التعليمية داخل المؤسسة، خصوصًا في ظل الخصاص المسجل في أطر التدريس.
غير أن الأستاذ المعني بالأمر، حسن المنصوري، وهو أستاذ مادة التربية الإسلامية بالمؤسسة نفسها، خرج عن صمته في إتصاله بجريدة “كواليس الريف” نفى فيه ما ورد من “عن اختفائه”، مؤكدًا أن غيابه مبرَّر قانونيًا وموثق طبيًا.
وقال الأستاذ المنصوري، في بيانه التوضيحي ، إنه “يعاني من مضاعفات حادة لمرض السكري تمثلت في نزيف دموي داخلي بالعين اليسرى نتيجة اعتلال شبكي سكري متقدم”، مشيرًا إلى أن الطبيب المختص، الدكتور مصطفى فردوسي بمدينة طنجة، أصدر بتاريخ 11 شتنبر 2025 شهادة طبية تنص على ضرورة توقفه عن العمل لمدة تسعين يومًا، ريثما يخضع لعلاج مكثف يشمل جلسات ليزر دورية وإمكانية تدخل جراحي عند الحاجة.
وأضاف المنصوري أنه “أودع الملف الطبي الكامل لدى المديرية الإقليمية للتعليم بالحسيمة”، موجَّهًا نسخة منه إلى الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة طنجة–تطوان–الحسيمة، كما خضع للفحص الطبي المضاد بتاريخ 25 شتنبر 2025 بالمندوبية الإقليمية للصحة.
وأكد الأستاذ أنه يوجد حاليًا بمدينة طنجة حيث يتابع علاجه بشكل منتظم، وأن “كل الجهات الإدارية المعنية على علم بوضعه الصحي والإداري” .
وقال في هذا الصدد مستشهدًا بالآية الكريمة: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ.”
ورغم الوضعية الصحية التي أكدها الأستاذ بوثائق رسمية، فقد لفت الانتباه إلى “عدم تعويضه بأستاذ آخر رغم علم الإدارة بحالته منذ 11 شتنبر”، ما أدى إلى حرمان تلاميذ مادة التربية الإسلامية من حصصهم الدراسية خلال هذه الفترة.
وأشار إلى أن المؤسسة تتوفر على أستاذين فقط لهذه المادة لتغطية 18 قسمًا، مما يزيد الضغط على زملائه ويؤثر على السير العادي للدروس.
اختتم الأستاذ المنصوري بيانه بتأكيد احترامه الكبير لجميع المنابر الإعلامية، مشددًا على أن “الرد حق مكفول”، وأن بابه مفتوح لأي تواصل أو توضيح إضافي، قائلاً: “لم أختفِ كما يُروّج البعض، بل أنا في رحلة علاجية ضرورية لحماية بصري وصحتي، وفق ما يقره القانون والمساطر الإدارية الجاري بها العمل.”
