اعتبر خوسيه بونو، وزير الدفاع الإسباني الأسبق ورئيس مجلس النواب سابقاً، أن القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي بشأن قضية الصحراء يشكل “بصيص أمل” حقيقياً للصحراويين بعد خمسة عقود من المعاناة، مؤكداً أن خيار الاستفتاء الذي طُرح سابقاً أصبح “غير قابل للتطبيق”. وفي مقال رأي نشره بصحيفة Elespanol، وصف بونو اعتراف الأمم المتحدة بمقترح الحكم الذاتي المغربي بأنه “الأكثر جدية ومصداقية واستدامة”، معتبراً إياه “نقطة تحول تاريخية” ومخرجا واقعياً لإنهاء النزاع وتحقيق استقرار المنطقة.
وأشار الوزير الإسباني إلى أن الأهمية القصوى تكمن في التخفيف من معاناة الصحراويين، لا سيما في مخيمات تندوف بالجزائر، مستشهداً بتقارير رسمية أظهرت مستويات مرتفعة لسوء التغذية وتأخر النمو وفقر الدم بين الأطفال والنساء، مع فرصة محدودة للوصول إلى التعليم الجامعي. واعتبر أن “الواقع والزمن فرضا منطقاً جديداً” يقوم على الحوار والتسوية والحلول الواقعية، مؤكداً أن الحكم الذاتي هو السبيل الوحيد القادر على توفير الاستقرار والكرامة والمستقبل للصحراويين، مستشهداً بالتنمية الملموسة في الأقاليم الجنوبية للمغرب، مثل العيون والداخلة، حيث البنى التحتية الحديثة والجامعات والموانئ والحياة الاقتصادية النابضة.
ودعا بونو بلاده إسبانيا إلى تحمل مسؤوليتها الأخلاقية والسياسية وألا تبقى على الهامش، مقترحاً الاستفادة من تجربتها في الحكم الذاتي كمصدر إلهام لمبادرة صحراوية ضمن السيادة المغربية. كما أشاد بالدور الاستراتيجي للمغرب، ووصفه بأنه “البلد الأكثر تقدماً وحداثة في العالم العربي” وشريك أساسي لأوروبا في الأمن والتجارة والهجرة، مشيداً بمبادرة الملك محمد السادس الأخيرة في دعوة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون للحوار، واصفاً إياها بأنها دليل على رقي ونضج الدبلوماسية الملكية المغربية. وختم بونو مقاله بالتأكيد على أن الحكم الذاتي المدعوم من الأمم المتحدة يمثل فرصة حقيقية للسلام والمصالحة، وأن الصحراويين بحاجة إلى حياة مستقرة يسودها الأمل والحقوق.
02/11/2025











