لم تنتهِ بعدُ فصولُ الارتباك الذي يرافق الدخول المدرسي 2025/2026 في مؤسسات الريادة التعليمية بالمغرب، رغم مرور سنتين على اعتماد التجربة في الابتدائي وسنة في الإعدادي. فبعد الانتقال إلى مرحلة التعليم الصريح وإنهاء العمل بنظام “التدريس وفق المستوى المناسب” (TaRL)، تفاجأ التلاميذ وأولياؤهم بنقصٍ حاد في الكراسات الدراسية الخاصة بالمواد الأساسية: العربية، الفرنسية، والرياضيات.
وحسب معطيات حصل عليها موقع “لكم”، فإن عدداً من الأسر عبّرت عن تذمّرها من غياب الكراسات في مكتبات القرب، رغم الطلب الكبير عليها وحرص الأكاديميات الجهوية والمديريات الإقليمية على تتبع توفرها. وتتراوح تكلفة هذه الكراسات بين 43 و52 درهماً، غير أن الكميات الموزعة تبقى بعيدة عن تغطية الحاجيات الحقيقية.
ورغم أن وزارة التربية الوطنية أعلنت عن تخصيص أرقام خضراء بكل أكاديمية لتلقي الشكايات حول النقص، فإن الواقع الميداني يؤكد أن الكتب لم تصل بعد إلى العديد من المؤسسات الإعدادية حتى يوم الاثنين 3 نونبر الجاري، على الرغم من الوعود الرسمية بتوفيرها في الوقت المحدد.
مصادر تربوية كشفت لـ“لكم” أن تأخير طباعة الكراسات والمشاكل المرتبطة بالمصادقة على محتواها وراء هذا التعثر، حيث لم تنتهِ بعض المطابع بعد من تنفيذ الصفقات الجهوية الخاصة بالطبع، رغم انطلاق الموسم الدراسي منذ أكثر من شهر ونصف.
الأزمة لم تتوقف عند هذا الحد، إذ لا تزال كراسات اللغة الأمازيغية غائبة تماماً عن المؤسسات الابتدائية، بسبب تأخر فرق التأليف المركزية في إعدادها. ووفق مراسلة داخلية صادرة عن مديرية العمل التربوي، فقد أُلقيت مسؤولية الطبع والاستنساخ على الأكاديميات الجهوية الاثنتي عشرة، رغم أن عملية التأليف لم تُستكمل بعد.
هذا الوضع، بحسب فاعلين تربويين تحدثوا للموقع، يضع مشروع “مدارس الريادة” أمام اختبار حقيقي ويثير تساؤلات حول جاهزية الوزارة لتنفيذ أحد أهم محاور خارطة الإصلاح التربوي 2022-2026، التي تراهن على تجويد التعلمات والرفع من مستوى التحصيل لدى التلاميذ.
03/11/2025