kawalisrif@hotmail.com

التنس يركع أمام الشيك المفتوح للسعودية: “إنهم يربحون المعركة…”

التنس يركع أمام الشيك المفتوح للسعودية: “إنهم يربحون المعركة…”

تعيش الرياضة العالمية مرحلة جديدة من التحول الجذري، عنوانها الكبير هو المال الخليجي، وهذه المرة جاء الدور على رياضة التنس، التي طالما اعتُبرت رمزًا للنقاء والتقاليد والصفاء الرياضي.
فبعد كرة القدم، الفورمولا 1 والغولف، نجحت المملكة العربية السعودية في استقطاب واحدة من أبرز بطولات التنس النسوية على الإطلاق، لتستضيف العاصمة الرياض نهائيات WTA Finals بمشاركة أبرز نجمات اللعبة.

اللاعبة الأولى عالميًا أرينا سابالينكا دخلت ملعب الرياض بابتسامة عريضة، في مشهد عكس حجم التحول الذي تعرفه اللعبة. لم يعد هناك مكان للأسئلة أو الانتقادات، بل تعمّ أجواء الرضا والتصفيق.
حتى اللاعبات اللواتي أبدين في وقت سابق تحفظات حول المشاركة في بلد يُتهم بانتهاك حقوق الإنسان، ظهرن اليوم في صور جماعية مبتسمة، تعكس قبول الواقع الجديد الذي فرضه المال الوفير.

تبلغ الجائزة الكبرى للفائزة بالبطولة 2.5 مليون دولار، فيما تصل القيمة الإجمالية للجوائز إلى نحو 15.5 مليون دولار، وهو ما يجعل من هذه النسخة واحدة من أكثر البطولات سخاءً في تاريخ التنس النسوي.
هذا الإغراء المالي الكبير جعل العديد من الأصوات الناقدة تلتزم الصمت، فيما يرى مراقبون أن “الشيك السعودي المفتوح” نجح في كسب معركة التأثير داخل اللعبة.

يرى متتبعون للشأن الرياضي أن الاستراتيجية السعودية تهدف إلى توظيف الرياضة كأداة لتلميع الصورة الخارجية وتعزيز النفوذ الدولي، ضمن ما يُعرف بـ“القوة الناعمة”.

وتأتي هذه الخطوة بعد سلسلة من الاستثمارات الضخمة في مجالات كرة القدم والغولف وسباقات الفورمولا 1، لتؤكد الرياض من جديد أنها تلعب في ميدان الكبار من بوابة الرياضة العالمية.

رغم الأصوات الغربية التي طالبت بموقف أكثر صرامة تجاه قضايا حقوق الإنسان، يبدو أن المنطق الاقتصادي طغى على البعد القيمي. فالتنس، الذي كان رمزًا للنزاهة، يعيش اليوم تحوّلًا يجعل المال في صدارة المشهد.

وكما كتب أحد الصحافيين الإسبان: “السعوديون لا يشترون الرياضة فقط، بل يشترون صمتها أيضاً”.

بالنسبة للمراقب المغربي، يعكس هذا التحول تحوّل موازين القوى في الرياضة العالمية، وانتقال مراكز القرار من أوروبا إلى الشرق الأوسط.
ويبرز في المقابل سؤال جوهري: هل ما تعيشه الرياضة اليوم هو تطور طبيعي نحو العولمة والاستثمار، أم خسارة تدريجية لقيم المنافسة والروح الرياضية أمام جاذبية المال؟

بين الأخلاق والمصالح، يبدو أن المال يربح الجولة مجددًا، وأن “اللعبة البيضاء” لم تعد كما كانت. فالتنس، مثل غيره من الرياضات العالمية، يدخل اليوم عصر الشيك المفتوح… حيث لا صوت يعلو فوق صوت الاستثمار.

03/11/2025

Related Posts