عاشت مخيمات تندوف خلال الأيام الأخيرة على وقع حالة فوضى عارمة بعد سلسلة من الاعتداءات والسرقات التي نفذتها عصابات مجهولة الهوية، في ظل غياب تام للأمن وتراجع نفوذ قيادة جبهة البوليساريو داخل المخيمات.
وحسب مصادر متطابقة، فقد شهد ما ييسمى مخيم أوسرد وناحية “تشلة” هجمات متفرقة ليلاً، استهدفت مخازن للمواد الغذائية ومنازل بعض السكان، حيث أقدم مجهولون مدججون بالسلاح على إطلاق النار في الهواء لبث الرعب في صفوف الأهالي قبل أن يلوذوا بالفرار نحو وجهات غير معروفة.
وأضافت المصادر أن عائلات بأكملها اضطرت إلى مغادرة خيامها مؤقتًا بعد سماع طلقات نارية متواصلة، فيما تحدّثت شهادات عن نهب كميات كبيرة من الدقيق والمؤن وأجهزة إلكترونية ومبالغ مالية، دون أن تتدخل أي جهة لوقف الاعتداءات.
ويرى متتبعون أن هذه الأحداث تعكس الانهيار التام للنظام الأمني داخل المخيمات، في وقت تتصاعد فيه الخلافات بين قادة الجبهة وتزداد حركات التمرد الداخلية، خصوصًا بعد التطورات الأخيرة المتعلقة بملف الصحراء المغربية وقرارات مجلس الأمن الأخيرة.
ويحذر مراقبون من أن استمرار هذا الانفلات قد يحوّل مخيمات تندوف إلى بؤرة خطيرة تهدد أمن المنطقة برمتها، في غياب أي رقابة فعلية من الجزائر أو قيادة البوليساريو التي تبدو عاجزة عن ضبط الوضع أو حماية المدنيين.
03/11/2025
