يبدو أن وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف يعيش حالة من الارتباك السياسي، بعدما خرج بتصريحات متناقضة حاول من خلالها تضليل الرأي العام في بلاده بشأن تطورات ملف الصحراء المغربية.
فعطاف زعم في مقابلة مع قناة “الجزائر الدولية” أن المغرب فشل في تمرير قرار حول مغربية الصحراء بمجلس الأمن، لكنه لم يُفسر سبب هجومه على الولايات المتحدة الأمريكية، التي وصفها بأنها “حاملة القلم” في الملف و”الوسيط المنحاز” للمغرب!
فإذا كان المغرب قد فشل فعلاً، فلماذا كل هذا القلق من واشنطن ودعمها الصريح للحكم الذاتي؟
الوزير الجزائري قال إن “الولايات المتحدة تسعى لتكون وسيطاً، والوسيط يجب أن يتخلى عن موقفه الوطني”، قبل أن يضيف أن “حق تقرير المصير هو حجر الزاوية”، في تكرار مملّ لخطاب رسمي فقد تأثيره أمام التحولات الدولية المتسارعة الداعمة لمقترح المغرب.
ورغم محاولات عطاف تصوير الوضع على أنه “انتصار دبلوماسي” للجزائر، إلا أن الوقائع على الأرض تؤكد العكس تماماً. فمجلس الأمن، في قراره الأخير، كرّس مقترح الحكم الذاتي كخيار وحيد للنقاش، وهو ما يشكّل صفعة سياسية موجعة للدبلوماسية الجزائرية التي فشلت في تغيير مسار الملف رغم كل المناورات.
أما حديث عطاف عن “فشل المغرب” في تحقيق أهدافه، فيبدو تناقضاً صارخاً مع انتقاداته للولايات المتحدة التي تُعتبر أبرز داعم للموقف المغربي، ودليلًا على أن الجزائر تدرك جيداً حجم المكاسب التي راكمتها الرباط في هذا الملف الحساس.
وفي الوقت الذي تحاول فيه الجزائر ترويج رواياتها داخل حدودها، يؤكد الواقع أن قضية الصحراء المغربية باتت شبه محسومة لصالح المملكة، بفضل دعم دولي متزايد لمبادرة الحكم الذاتي التي أصبحت اليوم المرجعية الوحيدة لأي حل سياسي واقعي ودائم.
03/11/2025
