kawalisrif@hotmail.com

سيناتور مليلية المحتلة:     يؤكد تعزيز المغرب لمكانته كشريك استراتيجي مفضل للولايات المتحدة بعد قضية الصحراء

سيناتور مليلية المحتلة: يؤكد تعزيز المغرب لمكانته كشريك استراتيجي مفضل للولايات المتحدة بعد قضية الصحراء

اعتبر السيناتور الإسباني عن حزب الشعب في مليلية المحتلة، فرناندو غوتيريز دياز دي أوتازو، أن قرار مجلس الأمن الأخير الذي يمدد بعثة الأمم المتحدة في الصحراء المغربية (مينورسو) لسنة إضافية ويشير لأول مرة إلى خطة الحكم الذاتي المغربية كـ«الحل الأكثر قابلية للتطبيق» يمثل تحولًا جذريًا في المشهد الدولي.

وجاء هذا الموقف لافتًا للنظر، خصوصًا وأن أوتازو غالبًا ما يتخذ مواقف تتعارض مع مصالح المغرب في الصحراء، ما يطرح تساؤلاً جوهريًا: هل يشكل موقفه استثناءً لحظة، أم بداية تغير استراتيجي في رؤية حزب الشعب تجاه المغرب، الذي لطالما اتخذ مواقف معاكسة لطموحات الرباط في النزاع الصحراوي؟

وأوضح السيناتور أن هذه الخطوة تُعزز المغرب كـحليف استراتيجي للولايات المتحدة في شمال إفريقيا، في إطار اتفاقيات أبراهام والتوازن الجيوسياسي الجديد. وقال في تصريحات لجريدة محلية بالثغر المحتل: “هذا الدعم يُعزز مكانة المغرب كشريك مفضل للولايات المتحدة”.

وأشار أوتازو إلى أن هذا التحول يتماشى مع توجه بدأ في 2022، عندما أعلنت الحكومة الإسبانية رسميًا دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربية، وهو ما شكّل تحوّلًا عن سياسة الحياد التقليدية لإسبانيا تجاه النزاع الصحراوي.

وجاء التصويت على القرار في 31 أكتوبر بـ11 صوتًا لصالحه و3 امتنعوا عن التصويت (روسيا، الصين وباكستان)، فيما غابت الجزائر احتجاجًا على القرار، معتبرة أنه يغير موقف الأمم المتحدة التاريخي تجاه حق تقرير المصير للشعب الصحراوي.

وأكد أوتازو أن إسبانيا، بعكس الجزائر، لن تتأثر بهذا الموقف الجديد، مشددًا على ضرورة قيام الحكومة الإسبانية بخطوات عملية للحفاظ على مكانتها كشريك أساسي للولايات المتحدة في جنوب غرب أوروبا، وذكّر بأن وجود قواعد عسكرية إسبانية في جنوب شبه الجزيرة يعزز هذا الدور ضمن هيكلة دفاع الناتو.

وحذر السيناتور من أن بعض المواقف الإسبانية تجاه واشنطن، مثل النقاش حول زيادة الإنفاق الدفاعي، وشراء التكنولوجيا الصينية، والسياسات في الشرق الأوسط، قد تعرقل التوازن الاستراتيجي لإسبانيا في أوروبا.

وعلى الصعيد المحلي، فإن مليلية المحتلة، كونها مدينة حدودية مع المغرب، ترى أن استقرار العلاقات مع الرباط له أهمية جيوسياسية مباشرة. وأوضح أوتازو أن السياسة الخارجية يجب أن تحمي المصالح الوطنية وتضمن الأمن والتواجد الدولي للأقاليم الحدودية مثل سبتة ومليلية، وقال: “من المهم تهدئة بعض التصريحات وتعزيز موقعنا مع الولايات المتحدة لضمان دورنا كشريك مفضل في أوروبا”.

هذا الموقف أثار انتقادات قوية من جبهة البوليساريو، التي اعتبرت القرار بمثابة «خيانة» لحق الشعب الصحراوي، فيما يبقى الجدل مستمرًا داخل الحكومة الإسبانية حول مدى انسجام هذا الدعم مع سياسة الحياد التقليدية، خصوصًا مع تاريخه السياسي المعروف بالمواقف المعارضة للمصالح المغربية.

يبقى السؤال الأهم: هل يمثل موقف أوتازو استثناءً مؤقتًا نتيجة المعطيات الدولية الجديدة، أم أنه مؤشر على تحوّل أوسع في رؤية حزب الشعب تجاه المغرب، الذي لطالما اتخذ موقف شد الحبل والمناورة ضد مصالح الرباط؟ التغيرات الإقليمية، والدعم الدولي المتزايد لخطة الحكم الذاتي، يشيران إلى أن المغرب أصبح بالفعل في موقع قوة متزايد، وأن أي محاولة لمعارضته في المستقبل ستكون أكثر صعوبة، سواء من داخل إسبانيا أو خارجها.

 

04/11/2025

Related Posts