يشهد حي باب أحمر التاريخي في مراكش حالة من الجمود الاقتصادي والاجتماعي منذ أكثر من شهر، عقب قرار السلطات المحلية إغلاق الممر الحيوي كإجراء احترازي للحفاظ على سلامة المواطنين، إثر الأضرار التي لحقت بالباب جراء الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز قبل أكثر من عامين. هذا الإغلاق أدى إلى توقف شبه كامل لحركة المرور في الشارع الذي يربط أحياء حيوية بمقاطعة سيدي يوسف بن علي، ما أسفر عن تراجع النشاط التجاري بشكل ملحوظ وتكبّد التجار خسائر مالية جسيمة، بينما وجد السكان أنفسهم أمام صعوبات متزايدة في التنقل اليومي وعيش عزلة قسرية.
التداعيات الاقتصادية ظهرت بوضوح لدى التجار، حيث أكد أحد أصحاب المحلات أن أكثر من 200 تاجر يعانون بسبب توقف الحركة التجارية في الممر الذي يشكل شريان حياة للحي. وأوضح بائع فواكه جافة أن مصدر رزقه الوحيد يعتمد على مرور المارة، موضحاً أن الخسائر التي تكبدها كانت كارثية، وأن استمرار الإغلاق يزيد من تهديد استمرارية محله ويضاعف الضغوط المالية على التجار الذين يضطرون لدفع إيجاراتهم رغم توقف مصادر دخلهم.
إلى جانب البعد الاقتصادي، يعاني السكان من تأثيرات مباشرة على حياتهم اليومية، إذ تضطر بعض الأسر لاستخدام طرق بديلة طويلة ومعقدة للوصول إلى مدارس أبنائها وأماكن عملهم، ما يزيد من حجم المعاناة. وحذر الفاعلون الجمعويون من أن الإغلاق يهدد أيضاً التراث التاريخي للمدينة، مؤكدين أن باب أحمر، الذي يعود تاريخه للعهد الموحدي، يمثل ذاكرة حية للمغرب، وإهمال صيانته يضر بالصورة الحضارية للمدينة، خصوصاً مع استعداد المملكة لاستضافة أحداث عالمية كبرى، مؤكدين أن إعادة فتح الممر يجب أن تكون خطوة عاجلة تسبق أعمال الترميم لضمان استعادة النشاط التجاري وحماية الهوية التاريخية للمدينة العتيقة.
05/11/2025











