في خطوة وُصفت بالجريئة بعد موجة الغضب الشعبي والانتقادات الحادة التي طالت واقع المستشفيات العمومية، أعلن وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، عن مقاربة جديدة تروم القضاء على النقص المزمن في التجهيزات الطبية الأساسية، وعلى رأسها أجهزة “السكانير” و “الرنين المغناطيسي” .
التهراوي كشف، مساء الثلاثاء، أمام لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب، أن الوزارة تتجه إلى إحداث مخزون وطني دائم من المعدات الحيوية، يسمح بالتدخل السريع في حالات الطوارئ وتعويض الأجهزة المعطلة في وقت قياسي، لتفادي توقف الخدمات الطبية وتعطيل مصالح المواطنين.
وأوضح الوزير أن تجربة مستشفى الحسن الثاني بأكادير كانت أول نموذج لهذه المقاربة، بعدما تم تزويده بجهاز “سكانير” جديد فور تعطل الجهاز السابق، في سابقة تؤشر على تغيير جذري في طريقة تدبير القطاع.
ولم يكتف التهراوي بالإعلان عن هذا المخزون الوطني، بل شدد على أن الوزارة باتت تعتمد نهجًا استباقيًا في تجهيز المشاريع الاستشفائية الجديدة، إذ يتم توفير الأجهزة الأساسية قبل الافتتاح بستة أشهر على الأقل، لتفادي أي تأخر ناجم عن المساطر الإدارية والصفقات العمومية. وأضاف أن الأجهزة التي تُقتنى قبل موعد افتتاح المستشفيات الجديدة تُستعمل مؤقتًا في مؤسسات أخرى تحتاجها بشكل عاجل، ثم تُعوّض لاحقًا عبر طلبات عروض جديدة.
وأكد الوزير أن هذه المقاربة ستضمن جاهزية دائمة للتجهيزات الطبية الحيوية في مختلف مناطق المملكة، على غرار نظام المخزون الوطني للأدوية، بما يضمن استمرارية وجودة الخدمات الصحية حتى في حالات الطوارئ.
وفي سياق آخر، أعلن التهراوي أن ميزانية قطاع الصحة بلغت 42 مليار درهم، مع خطة طموحة لرفعها تدريجيًا إلى 10 في المائة من الناتج الداخلي الخام، وهو المعدل المعتمد عالميًا. لكنه شدد على أن “الرهان الحقيقي ليس في الأرقام، بل في الأثر الملموس على حياة المغاربة”.
وختم الوزير كلمته بتأكيد قوي على البعد الإنساني للإصلاح الصحي قائلاً: “الغاية من إصلاح المنظومة الصحية هي صون كرامة المواطن. من حق كل مغربي أن يدخل المستشفى مرفوع الرأس، وأن يشعر أن الحق في الصحة التزامٌ على الدولة لا منّة.”
05/11/2025











