kawalisrif@hotmail.com

الجهة الشرقية على صفيح اقتصادي ساخن … بطالة مرتفعة تتجاوز 21 في المائة وتحديات تعرقل التنمية !!

الجهة الشرقية على صفيح اقتصادي ساخن … بطالة مرتفعة تتجاوز 21 في المائة وتحديات تعرقل التنمية !!

كشفت المندوبية السامية للتخطيط في أحدث معطياتها حول سوق الشغل للفصل الثالث من سنة 2025، عن خريطة جديدة للنشاط الاقتصادي بالمملكة، أظهرت تفاوتاً حاداً بين الجهات، أبرزها ما يسجَّل في الجهة الشرقية التي تضم ثمانية أقاليم تمتد من بركان إلى فكيك، حيث ما تزال تعاني من معدلات بطالة مرتفعة رغم مؤهلاتها الجغرافية والبشرية.

فبينما تتصدر جهة الدار البيضاء – سطات المشهد بنسبة 22,9% من مجموع السكان النشيطين، وتليها الرباط – سلا – القنيطرة، ومراكش – أسفي، وفاس – مكناس، ثم طنجة – تطوان – الحسيمة، تبقى الجهة الشرقية في موقع مقلق، إذ لم تتجاوز 39,7% في معدل النشاط، أي أقل من المعدل الوطني البالغ 43,3%.

لكن الأخطر بحسب التقرير , هو ما يتعلق بالبطالة، حيث حلت الجهة الشرقية في المرتبة الثانية وطنياً بمعدل بلغ 21,2%، مباشرة بعد جهات الجنوب التي سجلت 21,4%، ما يبرز تشابهاً مقلقاً بين المنطقتين في تحديات التشغيل، رغم اختلاف طبيعتهما الجغرافية والاقتصادية.

وتشير المندوبية إلى أن أقاليم الشرق الثمانية – وجدة أنكاد، بركان، تاوريرت، جرادة، الناظور، الدريوش، فجيج، وجرسيف – تعرف تفاوتاً حاداً بين مراكزها الحضرية والمناطق القروية، حيث تتأثر الأخيرة بضعف فرص الاستثمار ونقص البنيات التحتية وفرص التشغيل المستدام.

أما في المقابل، فتواصل جهات الجنوب تسجيل معدلات نشاط تفوق المعدل الوطني (45,9%) رغم ارتفاع البطالة، ما يعكس – وفق خبراء اقتصاديين – وجود دينامية اقتصادية جزئية مرتبطة بالمشاريع المهيكلة الكبرى، مقابل غياب نفس الزخم في الشرق الذي ينتظر تفعيل وعود الربط الطرقي واللوجستي وتثمين موارده الحدودية.

وبين صعود الجهات الكبرى اقتصادياً وتراجع الجهات الهشة اجتماعياً، يظلّ الشرق المغربي بحاجة إلى “نفس جديد” في السياسات العمومية يعيد التوازن التنموي بين المركز والهوامش، ويحوّل موقعه الحدودي من عبء إلى فرصة استراتيجية للاندماج في الاقتصاد الوطني والإقليمي.

 

05/11/2025

Related Posts