في مشهد سياسي غير مسبوق، انتخب سكان نيويورك زهران ممداني عمدةً جديدًا للمدينة، ليصبح أول مسلم وأصغر سياسي يتولى هذا المنصب في تاريخ “المدينة التي لا تنام”.
المرشح الديمقراطي التقدمي، البالغ من العمر 34 عامًا، أعلن فوزه وسط موجة حماسية من أنصاره مساء الثلاثاء، مؤكدًا أن “نيويورك ستكون النور في هذا الوقت من الظلام السياسي”، في إشارة مباشرة إلى عهد الرئيس السابق دونالد ترامب الذي وصفه بأنه “خان الأمة”.
ممداني، ذو الأصول هندية ، تمكن من قلب المعادلة الانتخابية بفوزه المفاجئ على الحاكم السابق أندرو كومو، الذي خاض السباق كمستقل، وعلى المرشح الجمهوري كورتيس سليوا، ليخلف العمدة المنتهية ولايته إريك آدامز.
ويرى مراقبون أن فوز ممداني ليس مجرد انتصار انتخابي، بل تحول رمزي كبير في هوية نيويورك السياسية، التي طالما وُصفت بأنها مرآة أمريكا المتنوعة.
قاد ممداني حملة مثيرة للجدل وعد فيها بـ”تجميد الإيجارات”، و”جعل النقل العام مجانياً”، و”إطلاق متاجر بقالة بلدية”، وهي مقترحات وصفها خصومه بـ”الخيالية”، لكنها وجدت صدى واسعًا بين الطبقات المتوسطة والعمالية.
ورغم شعبيته المتزايدة، واجه المرشح الشاب انتقادات حادة بسبب مواقفه الجريئة تجاه إسرائيل، حيث وصفها بأنها “تمارس الإبادة في غزة”، وأكد التزامه بتنفيذ أوامر المحكمة الجنائية الدولية إذا زار بنيامين نتنياهو نيويورك. كما قدم اعتذارًا علنيًا للشرطة بعد تصريحات سابقة دعا فيها لتقليص تمويلها.
تزامن فوز ممداني مع انتصارات أخرى داخل الحزب الديمقراطي، أبرزها فوز أبيغيل سبانبرغر بمنصب حاكمة فرجينيا وميكي شيريل في نيوجيرسي، لتظهر خريطة جديدة للحزب تجمع بين الاعتدال والتقدمية قبل انتخابات التجديد النصفي لعام 2026.
ويرى محللون أن هذا التوازن يعكس صراعًا داخليًا محتدمًا بين جناحين: أحدهما يسعى إلى الوسطية السياسية، والآخر، مثل ممداني، يدفع نحو ثورة اجتماعية هادئة.
يعتبر فوز ممداني اختبارًا حقيقيًا لتوجهات الناخب الأمريكي في مرحلة ما بعد ترامب. فبينما تمثل نيويورك أكبر اقتصاد حضري في البلاد بإجمالي ناتج محلي يفوق 1.4 تريليون دولار، فإن سياسات العمدة الجديد قد تعيد تعريف مفهوم “المدينة التقدمية” عالميًا.
ويقول مقربون منه إنه يسعى إلى “ترجمة الاشتراكية إلى حلول واقعية تعيد الكرامة للمواطن العادي”، مستلهمًا فكر بيرني ساندرز وحركات العدالة الاجتماعية.
05/11/2025











