في خطوة تهدف إلى ضبط سوق السمك وضمان الشفافية في التسويق البحري، أعلن المكتب الوطني للصيد بميناء الحسيمة عن تدابير تنظيمية جديدة لتسويق سمك الميرلا الزرقاء (البكالاو)، وذلك عبر بلاغ رسمي موجَّه لأرباب مراكب الصيد النشيطة في هذا النوع من الصيد، ولتجار السمك بسوق البيع الأول بالميناء.
وأوضح المكتب أن التصريح بالمنتوجات البحرية سيتم فور وصول مراكب الصيد بالجر إلى الميناء، بدءًا من الساعة التاسعة مساءً وحتى السادسة صباحًا من اليوم الموالي، مع استثناء يوم الخميس الذي يقتصر فيه التصريح على سمك الميرلا الزرقاء فقط، في إشارة إلى مراعاة جدول عطلة المهنيين يوم الجمعة. ويُعرض سمك الميرلا الزرقاء في قاعة البيع اعتبارًا من الساعة التاسعة صباحًا إلى منتصف الليل، بينما تُعرض باقي الأنواع المصروفة بدءًا من الساعة الخامسة صباحًا، وفق النظام المعمول به بسوق السمك بالحسيمة.
وفي تحذير واضح، شددت إدارة الميناء على أن أي عملية تفريغ للمنتوجات البحرية خارج الأوقات المحددة تعتبر غير قانونية وعشوائية، وستعرّض أصحابها للعقوبات المنصوص عليها في القوانين الجاري بها العمل. هذا القرار يأتي في سياق محاولات المكتب الوطني لضبط السوق ومنع الممارسات الفوضوية التي كانت تُؤثر سلبًا على استقرار أسعار السمك وجودة المنتوج.
هذه التدابير تعكس حرص السلطات على حماية حقوق الصيادين والتجار والمستهلكين على حد سواء، وتبرز أهمية التنظيم المهني في قطاع الصيد البحري بالمغرب، خاصة في الحسيمة التي تُعد من الموانئ الحيوية للصيد التقليدي والجر. كما أنها تضع إطارًا قانونيًا واضحًا لمنع التلاعب بالأسعار واستغلال المنتج البحري، ما يعكس نهج المغرب في الارتقاء بالقطاع البحري وتنظيمه بما يضمن التنمية المستدامة ويصون مصالح المهنيين والمستهلكين.
المراقبون يؤكدون أن مثل هذه الإجراءات قد تكون نموذجًا يحتذى به لباقي الموانئ المغربية، خصوصًا في ظل تحديات السوق والفوضى التي قد تهدد سلسلة التسويق البحري التقليدية، ما يجعل هذه الخطوة ضمانًا لاستقرار الأسعار وجودة المنتوج، وتأكيدًا على أن المغرب يضع مصالح البحارة والمستهلك في قلب اهتماماته.
06/11/2025











