kawalisrif@hotmail.com

مدريد تحتضن النسخة الرابعة مما يسمى مهرجان “فيساهارا” وسط حملة معادية للمغرب

مدريد تحتضن النسخة الرابعة مما يسمى مهرجان “فيساهارا” وسط حملة معادية للمغرب

في مشهد يختزل استمرار توظيف بعض الدوائر الإسبانية للملف الصحراوي كورقة سياسية ضد المغرب، افتتحت بالعاصمة مدريد النسخة الرابعة من ما يسمى مهرجان السينما الصحراوية – فيساهارا، المنظم ما بين 6 و8 نونبر الجاري، تحت شعار “المقاومة هي النصر”.

ويأتي هذا الموعد في ذكرى مرور خمسين سنة على المسيرة الخضراء، الحدث التاريخي الذي أعاد المغرب بفضله أقاليمه الجنوبية إلى سيادته الشرعية.

المهرجان الذي تنظمه جمعيات مرتبطة بما يسمى جبهة “البوليساريو”، وبدعم من منظمات يسارية إسبانية، حاول هذه السنة توظيف البعد الثقافي والإعلامي لإعادة تسويق أطروحات الانفصال، مع تحميل مدريد مسؤولية “تاريخية” في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

وشارك في هذه النسخة عدد من الوجوه المعروفة بمواقفها العدائية للوحدة الترابية للمملكة، من بينهم الناشطة أميناتو حيدر، والصحافية إببابة حامدة، والمخرج إبراهيم شقاف، إلى جانب بعض الطلبة والناشطين القادمين من مخيمات تندوف.

وبرغم تقديم الحدث كـ“مهرجان سينمائي”، إلا أن برنامجه تمحور حول أفلام وندوات تخدم خطاب “المقاومة” و”الاحتلال”، مع تخصيص مساحة واسعة لمهاجمة المغرب والدفاع عن طرح الانفصال.

ومن بين الأنشطة البارزة، معرض للصور بعنوان رحلة نساء الصحراء للفوتوغرافية الإسبانية آنا فاليّو، وفيلم وثائقي حول الراحلة مريم حسن، قدم بوصفها “صوت الصحراء”.

كما نُظمت جلسات تحت عناوين مثل “المقاومة من المنفى” و“المقاومة عبر الفن والسينما”، بمشاركة صحافيين إسبان معروفين بعدائهم للمملكة.

اختار المنظمون افتتاح المهرجان في السادس من نونبر، تاريخ المسيرة الخضراء، في محاولة رمزية لمعادلة “المقاومة” المغربية بـ“احتلال” مزعوم.

كما لم يخفوا نيتهم في استثمار الظرف الدولي بعد المواقف الأمريكية الأخيرة الداعمة للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، لتوجيه سهام الانتقاد لواشنطن والأمم المتحدة، معتبرين أنها “تفرض الحل المغربي”.

وفي الوقت الذي يروج فيه المنظمون لشعار “الثقافة والمقاومة”، يرى مراقبون أن هذا المهرجان ما هو إلا واجهة دعائية لجبهة “البوليساريو” تحاول كسب تعاطف الرأي العام الإسباني، خاصة داخل الأوساط اليسارية والفنية، من خلال توظيف الفن في معارك سياسية.

فالمغرب اليوم لم يعد في موقع الدفاع، بل أضحى بشهادة المجتمع الدولي فاعلاً محورياً في استقرار المنطقة، وصاحب مبادرة واقعية نالت دعم قوى كبرى كإسبانيا، الولايات المتحدة وفرنسا.

تأتي هذه المناورات الإعلامية في وقت يواصل فيه المغرب ترسيخ نهجه التنموي والدبلوماسي في أقاليمه الجنوبية، حيث أضحت مدن كـالعيون والداخلة مراكز جذب للاستثمار الإفريقي والدولي، ومختبرًا حيًّا للتنمية المستدامة.

وفي مقابل الحملات الدعائية، يواصل المغرب التأكيد على أن مبادرة الحكم الذاتي، التي وصفها مجلس الأمن بالجدية وذات المصداقية، تمثل الحل الواقعي الوحيد للنزاع المفتعل.

ومهما حاول البعض تبييض ماضي الاستعمار الإسباني أو التهرب من مسؤولياته، فإن التاريخ يذكر أن اتفاق مدريد الثلاثي سنة 1975 لم يكن تنازلاً بل نهاية طبيعية لحقبة استعمارية، أعادت الأمور إلى نصابها.

أما من يصرون على إحياء “الحنين الاستعماري” عبر مهرجانات أو شعارات، فإنهم يسبحون عكس منطق التاريخ والجغرافيا، في وقت بات فيه التعاون المغربي الإسباني نموذجاً في تدبير ملفات الهجرة، الأمن والتنمية المشتركة.

06/11/2025

Related Posts